لماذا تراجع الدينار التونسي ؟
تونس ــ الرأي الجديد (وكالات)
تراجع سعر صرف الدينار التونسي أمام الدولار الأمريكي إلى مستوى 3.2 دينار، وفق ما أظهرته المعدلات اليومية لأسعار صرف العملات على موقع البنك المركزي التونسي.
وفي هذا الخصوص، أجمع الخبيران، بسّام النّيفر ومعز حديدان، على أنّ التراجع الطفيف لقيمة صرف الدينار التونسي أمام الدولار ظرفي، وأنه سينخفض في الأيام القادمة.
وأقرّ المحلّل المالي، بسّام النّيفر، بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار التونسي، مبرّرا أن هذا الارتفاع المقدر بـ0.35%، جعل الدولار يتجاوز 2.3 د، وفي الوقت ذاته هناك تراجع بـ0.36% في قيمة سعر صرف اليورو مقابل الدينار.
وأبرز النيفر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنه حسب معطيات السوق هناك طلب على الدولار مقابل اليورو، لافتا إلى أنّ احتساب اليورو/دولار انطلاقا من سعر صرف الدينار، مقابل اليورو والدينار مقابل الدولار، فإنّ ذلك يعطي، تقريبا، سعر صرف اليورو نفسه مقابل الدولار في السوق العالمية.
ونفى تدهور قيمة الدينار التونسي، مبرّرا أنّ العملة المحلية تتّجه في اتجاهات الأسواق العالمية نفسها.
الدولار سيظل قويا
وعن تأثير هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار إزاء الدينار التونسي، أكّد النيفر أنّ جميع البنوك المركزية الدولية والدراسات الاقتصادية تتوقّع أنّ الدولار سيظلّ قويا خلال عام 2025 وسيرتفع أكثر أمام اليورو.
كما أكّد أنّ “العملة الخضراء” ستتعزّز خلال سنة 2025، إزاء الدينار التونسي مقابل تراجع اليورو أمام العملة المحلية نسبيا.
وشدّد المحلّل المالي على أنه عندما ينخفض اليورو أمام الدينار، فإن ذلك سينعكس على تراجع قيمة الصادرات التونسية، التي تتوجّه أساسا إلى منطقة اليورو، مضيفا: “أنّ أغلب واردات تونس تتمّ بالدولار، وبالتالي فإن قيمة الواردات سوف ترتفع”.
وتابع: “نعلم جيدا أنّ هيكلة الدين التونسي أغلبها باليورو، لذلك فإنه بالإمكان الربح نسبيا في قائم الدين بإنهاء عام 2024 بهيكلة دين في حدود 54% باليورو، و26.5% بالدولار، و5.5% باليان الياباني وحقوق السحب بالدولار”.
وأكّد أنّ تونس قد تربح نسبيا في قائم الدين، مستدركا أنه عند سداد الديون، من ذلك موعد سداد ألف مليون دولار يوم 30 جانفي الجاري، فإنه بالإمكان سداد مبالغ أكبر ممّا هو مبرمج مسبقا.
وخلص النيفر إلى التقليل في أهمية هذا الارتفاع البسيط في سعر صرف الدولار أمام الدينار التونسي، معتبرا أنه مجرد انعكاس لما يحصل في أسواق الصرف في العالم.
ارتفاع العملة الأمريكية
وبدوره، قال معز حديدان المتخصّص في الأسواق المالية، إنّ ارتفاع الدولار في الآونة الأخيرة شمل تقريبا جميع العملات الأخرى، وليس انخفاضا للدينار مقابل الدولار، وفق تصريحه لوات.
وأكّد أنّ هذا الارتفاع في العملة الأمريكية ناجم عن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد، دونالد ترامب، الذي يتسلّم مقاليد الحكم يوم 20 جانفي 2025، بشأن السياسة الجمركية الجديدة.
وعرف الدينار التونسي استقرارا أمام الدولار الأمريكي في السنوات الأخيرة، سيما منذ عام 2019 ليظل تقريبا في مستوى 3.1 د لواحد دولار، إلّا أنّه سجّل، عشية أمس الاثنين، انخفاضا في قيمته ليتداول في سوق التعاملات البنكية في مستوى 3.2098 د.
يشار إلى أن فرضيات إعداد ميزانية تونس لعام 2025 ارتكزت على سعر برميل النفط في مستوى 77.4 دولارا للبرميل، وأيضا على أساس استقرار سعر صرف الدينار التونسي أمام العملات الرئيسية (الدولار واليورو).
وات