“العملات المهترئة”.. زادت في معاناة الغزيين في ظل الحرب والحصار
غزة ــ الرأي الجديد
باتت العملات النقدية المتداولة في الأسواق تمثل تحديا بالنسبة للفلسطينيين والتجار على حد سواء، بعد أن أصابها الاهتراء، ولم تعد صالحة للتداول جراء ذوبانها وتمزقها، دون أن يتم استبدالها أو تجديدها منذ أكثر من عام كما هو شائع في بروتوكولات تجديد العملات عالميا.
عملات نقدية “مغلقة”
فخلال عام كامل من الحرب الإسرائيلية على غزة، بقيت العملات النقدية تُتداول في دائرة مغلقة دون تجديد أو استبدال، وذلك بسبب تدمير جيش الاحتلال عن عمد لمقار المصارف وفروعها والصرافات الآلية (ATM) خلال عمليات الاجتياح المتكررة لمدن ومحافظات القطاع الخمس.
إضافة إلى أن تعطل اقتصاد القطاع خلال عام كامل من الحرب، حال دون تدفق نقدي جديد، كان يتم تحصيله من أموال الصادرات، الأمر الذي قلص من حجم الدورة النقدية في اقتصاد القطاع بأكثر من عشرين بالمئة وفقا لتقديرات اقتصادية.
كما شهد القطاع خلال الفترة الممتدة من جانفي – أفريل، خروج كبير لرؤوس الأموال خارج القطاع إلى مصر، دفعت كرشاوى لجهات مصرية متنفذة، بقيمة تزيد عن خمسة آلاف دولار لكل مواطن يرغب في السفر خارج القطاع، قبل أن يُغْلَق المعبر إبان اجتياح الاحتلال لمدينة رفح أوائل ماي الماضي.
تجدر الإشارة أن عملة الشيكل الإسرائيلي هي عملة التداول الرئيسية في السوق الفلسطيني، وذلك استنادا لما ينص عليه بروتوكول باريس الاقتصادي، الذي يحكم الاقتصاد الفلسطيني بتداول العملة الإسرائيلية بجانب الدينار الأردني والدولار الأمريكي.
أوراق نقدية مهترئة
وبالعودة إلى أزمة العملات المهترئة، فإن العملات المعدنية وتحديدا فئة العشر شواكل، تحولت لتحدِ وذلك بسبب رفض التجار والباعة تداولها أو استقبالها من الفلسطينيين، بسبب اهترائها وتعرضها للتلف ورفض التجار الإسرائيليين استقبالها، ما جعلها بلا قيمة.
أما العملات الورقية فالحال لا يختلف كثيرا عن نظيرتها من العملات المعدنية، حيث يجري تداول وتصريف العملات المهترئة والممزقة بقيمة أقل من قيمتها الحقيقية، كأن يتم تصريف الورقة النقدية من فئة (عشرين شيكلاً) بأقل من (خمسة عشر شيكلا)، أو تصريف الورقة النقدية من فئة (مئاتي شيكل) بأقل من (مائة وخمسين شيكلاً).
أدت هذه الأزمة لتذمر واسع من الفلسطينيين، الذين شعروا بابتزاز جراء خسارتهم لجزء من قيمة أموالهم لمجرد تعرضها للتلف أو الاهتراء.
تجدر الإشارة أن سلطة النقد الفلسطينية أصدرت الأحد، بيانا طمأنت فيه أهالي القطاع، بعدم وجود إشكال يترتب على تعرض العملات للاهتراء والتمزق، وأن المتسبب بهذه الأزمة هي دولة الاحتلال، التي رفضت أكثر من مرة، إجراء تنسيق لإدخال أموال جديدة للقطاع، واستبدال العملات القديمة.