أردوغان: إلى متى سيظل مجلس الأمن يشاهد منطقتنا تتحول لبحر من الدماء؟
إسطنبول ــ الرأي الجديد
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن مجلس الأمن الدولي “يشاهد منطقتنا تتحول إلى بحر من الدماء، والمدنيون يُحرقون أحياء في غزة”، متسائلا: “إلى متى سيستمر هذا الأمر؟”.
جاء ذلك في كلمة له، الثلاثاء، خلال “مؤتمر مستقبل فلسطين” الذي أقيم في مركز مؤتمرات حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة.
وأشار الرئيس التركي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء التركية “الأناضول”، إلى أن الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر، أعادت القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال الإنسانية، وأن المجازر المستمرة لفتت مرة أخرى انتباه العالم أجمع إلى الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، والتي امتدت بعد غزة إلى لبنان، كشفت أمام البشرية الوجه الحقيقي للصهيونية.. وأضاف: “تابعنا معا والحرج يعترينا مدى العجز الكبير لمجلس الأمن والمنظمات الدولية أمام الغطرسة الإسرائيلية”.
صمت المنظمات الحقوقية
وأشار أردوغان إلى التزام منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام العالمية الصمت، عندما يتعلق الأمر بحقوق الأطفال الذين يقتلون بغزة.
وشدد على ضرورة بذل المجتمع الدولي والعالم الإسلامي، جهودا أكبر لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل حلول الشتاء.
ولفت أردوغان إلى أن إسرائيل تحدت علنا الأمم المتحدة، لا سيما مجلس الأمن الدولي، بهجومها على القوات الأممية لحفظ السلام في لبنان “اليونيفيل”، مضيفا: “عدم وجود رد فعل واضح من الأعضاء الدائمين على هذه الوقاحة حتى الآن هو وضع لا يقل خطورة عن الهجمات”.
وتساءل الرئيس التركي مستنكرا: “كيف يمكن للأمم المتحدة التي لا تحمي حقوق موظفيها، أن تدافع عن حقوق الآخرين؟”.. وأردف: “إلى متى سيظل مجلس الأمن الدولي يشاهد منطقتنا تتحول إلى بحر من الدماء، والمدنيين يُحرقون أحياء في غزة؟”.
وأوضح أن “الموت في غزة ولبنان لا يقتصر على الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين فقط، بل يشمل ضمير الإنسانية والإرث المشترك الممتد لآلاف السنين”.
صارت تسمى فلسطين
ولفت أردوغان إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة العضو في الأمم المتحدة التي لم يتم تحديد حدودها الرسمية بعد.. وتابع: “يمكننا أن نتصور إلى أين سيمتد هذا التوسع إذا لم يتم لجم إسرائيل التي تزداد فظاعاتها باستمرار”.
واختتم الرئيس التركي كلمته بمقطع من قصيدة الشاعر محمود درويش يقول فيها: “كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين”.
وعلّق قائلا: “على الرغم من أن الظلمة يحاولون تدميرها بأسلحتهم التي تتقيأ موتا، ستكون هناك دائما فلسطين، وستغدو فلسطين التي تقاوم من أجل الوطن والأرض والدين، مصدر فخر للإنسانية جمعاء”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 375 يوما، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 42 ألفا، و344 وإصابة أكثر من 99 ألفا آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.