أحداثأهم الأحداثدولي

خبراء وأمنيون: تفجيرات أجهزة حزب الله.. اختراق بشري.. الهدف استدراج حزب الله للحرب

نيويورك ــ الرأي الجديد

قالت الأمم المتحدة أمس الأربعاء إنه يجب فتح تحقيق مستقل بشأن ملابسات التفجيرات الجماعية التي استهدفت عناصر من حزب الله، كما طالبت بمحاسبة من أمر ونفّذ مثل هذه الاعتداءات، لأن استهداف آلاف الأفراد من دون معرفة من كان بحوزته هذه الأجهزة ينتهك القانون الدولي الإنساني.

وخلال اليومين الماضيين، انفجرت مئات أجهزة اتصال يحملها عناصر من حزب الله في لبنان وسوريا، وأدت إلى مقتل 32 شخصا وإصابة الآلاف، جراح بعضهم خطيرة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.

وكشف مصدر أمني للجزيرة عن أن أجهزة الاتصالات (البيجر) التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق، وأن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراما من المواد المتفجرة.

وأضاف المصدر أن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل 5 أشهر، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التحقيق في مجموعة فرضيات حول كيفية تفعيل الشحنة المتفجرة.

ويصف الخبراء الأمنيون والعسكريون ما حدث من تفجيرات، بأنه عمل استخباراتي وأمني بامتياز، يأتي في إطار صراع الأدمغة وحرب العقول التي تدور رحاها بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة حزب الله، وتُصنف هذه العملية ضمن ما يعرف “بالتخريب الاستخباري” الذي تقوم بها وحدات استخباراتية داخل خطوط العدو مُسببة ضررا في المعدات وملحقة أذى في صفوف الأفراد.

ليست هجمة سيبرانية

واستبعد الخبير في هندسة الحاسوب وتقنية المعلومات زهير نموس يستبعد أن يكون انفجار الأجهزة خلال اليومين الماضيين عن طريق هجمة سيبرانية، لأن طريقة عمل الأجهزة التي انفجرت لا تحتاج إلى اتصال بالإنترنت ولا تعمل ضمن نظم الشبكات الجماعية، ومن ثم يصعب الوصول إليها عبر تثبيت برامج خبيثة تعمل في الخفاء ويتم التحكم فيها عن بعد.

وهذا الطرح يقترب من التفاصيل التي ذكرتها وسائل إعلام في لبنان نقلا عن مصادر أمنية، حيث كشفت عن أن أجهزة “البيجر” كانت مفخخة من مصدر استيرادها.

وفي مقابلة إعلامية، قال نموس لقناة “الجزيرة”، إن عملية الاختراق التي وقعت في أجهزة الاتصال المستخدمة من قبل عناصر حزب الله لم تكن “اختراقا سيبرانيا عن طريق برامج سوفت وير”، لكن الاختراق تم عبر إضافة قطعة إلى مكونات هذه الأجهزة، كمرحلة أولى إلى أن يتم التحكم في هذه القطعة بعد ذلك عن بعد.

ويلخص نموس فكرته بأن هناك اختراقا وقع لشحنة حزب الله في مرحلة ما من مراحل التسليم، بين المصدر وصولا للمستخدم العادي في الشارع، ويذهب أن يكون ذلك تم من خلال عنصر بشري عبر زرع جزء متفجر ومبرمج لتلقي أوامر عن بعد بواسطة رسائل مشفرة لينفذ الأمر الذي وُضع من أجله، و”يرجح أن يكون هناك اختراق من الدائرة المقربة حالت دون أن يتم تمرير الشحنة على أجهزة الفحص”، حسب قوله.

إعلان حرب.. واستدراج حزب الله

ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني إبراهيم حيدر أن ما حصل في لبنان خلال اليومين الماضيين يمثل “إعلان حرب مباشرا وتنفيذ مجزرة غير مسبوقة في كل تاريخ الحروب”. مضيفا أن “الاختراق دليل على أن إسرائيل تريد توسيع دائرة الحرب، ابتداء من كشف دائرة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وهي العملية التي أثرت على كل لبنان وأصابت مدنيين”.

وأضاف حيدر -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الهدف من التفجيرات يعد “محاولة لاستدراج حزب الله لرد واسع وشامل وغير تقليدي على إسرائيل، وبالتالي هي تريد أن تبرر لنفسها وللمجتمع الدولي أنها تتعرض لحرب، ومن ثم ستوسع دائرة عملياتها ضد الحزب”.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى