بوتين… المرشّح الثالث للإنتخابات الرئاسية الأمريكية
بقلم / عبد الحميد محفوظي
أثناء متابعتي للمناظرة التلفزيونية الخاصة بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، كنت متيقنا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيكون الحاضر الغائب في هذه المناظرة.
وفعلا فقد صدق حدسي.. حيث تعرّض دونالد ترامب للرئيس الروسي في ست مناسبات، بينما ورد اسمه على لسان كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، في خمس مناسبات، وهذا الأمر في حد ذاته له دلالات وأبعاد لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها..
أبرزها هذه الدلالات، التأكيد على أن لا استقرار، ولا سلم لهذا العالم، في غياب روسيا، ممثلة في رئيسها القوي، وبالتالي فإن الحديث عن أية تسوية أو سلام عالمي خارج هذا الإطار، هو هراء ولعب بالنار، وعليه، فقد خدمت هذه المناظرة (بقصد أو بغير قصد)، نظام موسكو إلى حد كبير.
أما ترامب فقد كان وفيا لأطروحاته السابقة، بأنه سيضع حدا للصراع الروسي ـ الأوكراني، حتى قبل توليه الرئاسة بصفة رسمية، مؤكدا أن روسيا دولة نووية، وأن أي سيناريو لهزمها، هو من قبيل التوقيع على نهاية العالم، بحكم حيازتها لترسانة نووية رهيبة.
فيما هاريس، ورغم أنها تعرّضت للرئيس بوتين، من باب المكابرة والتجنّي، وهذا مفهوم، فقد كانت حذرة للغاية في حديثها عنه. وقد ظهر ذلك جليّا في تجنّبها الخوض في أية سيناريوهات مطروحة لنهاية أو إنهاء هذه الحرب، وبدت وكأنها خالية الذهن تماما من أي تصوّر ينهي هذا الإنزلاق غير المحسوب، الذي يورّط قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا.
من الزاوية المقابلة، كان الرئيس بوتين، فعلا، الفائز الأكبر في هذه المناظرة، ونجمها الأبرز، وهي المناظرة التي خرجت منها روسيا أقوى مما كان متوقعا.
** كاتب ومحلل في الشأن الروسي،
وعضو “جمعية قدماء ضباط وزارة الدفاع الوطني”