أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية
البيان الانتخابي لسعيّد: أثار جدلا.. وطرح تساؤلات.. وردود فعل مستغربة
تونس ــ الرأي الجديد / وسام خنفير
على خلاف بعض التوقعات المتفائلة، التي كانت ترى أنّ الرئيس التونسي، قيس سعيّد، سيلجأ إلى خطاب انتخابي جامع للتونسيين، فقد أثار بيانه الانتخابي الذي نشر أمس، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سيما من حيث المعجم اللغوي الذي استخدمه، متضمنا نفس العبارات التي دأب عليها الرئيس سعيّد، منذ 25 يوليو 2021، تاريخ “الانقلاب” على ما يعرف بــ “الانتقال الديمقراطي”.
وتضمّن بيانه عبارات، قدّرت أوساط سياسية، ومحللون للخطاب السياسي، أنّها تكرس التفرقة والتباغض والاحتراب المجتمعي بين التونسيين، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، على مختلف الأصعدة..
البيان الانتخابي لقيس سعيّد، جاء تحت عنوان: “الشعب يريد”، وتخللته عشرات العبارات، من نوع، “ظلام”، “أعداء”، “تطهير”، “خطر”، “خيانة”، “قناع”، “تفجير”، “متآمرون على الوطن”، بالإضافة إلى تعبيرات: “أبواق مسعورة ومأجورة”، “متباكون على الحريّة والديمقراطيّة”، “التلاشي والتبخر والاندثار”، “الدموع الكاذبة”،
التفرقة والتخوين
ويرى الناشط السياسي والوزير السابق، فوزي عبد الرحمان، أنّ البيان الانتخابي لسعيّد، حافظ على التوجّه السابق نفسه من خلال عبارات التفرقة والتخوين.
وأوضح وزير التكوين المهني السابق، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، قائلا: “لم ولن نستغرب من لغة بيان قيس سعيّد.. هو نفس الخطاب ونفس العقل الذي يمليه”.
ويضيف: “المستغرب أن تجد في تونس من يصوّت لمثل هذا الخطاب، في الوضع الصعب التي تعيشه البلاد.. هل هي الانتهازية المجرمة؟ أم الجهل المركّب؟ أم الحقد الأعمى؟ أم السذاجة الصارخة؟ أم الغضب الجامح؟”، وفق تعبيره..
ويضيف عبد الرحمان، بل “هي مراوغة للهروب إلى الأمام، لتحاشي المساءلة حول حصيلة حكم منظومة قيس سعيّد.. فاقد الشيء لا يعطيه.. عناوين برامجه السابقة أثبتت فشلها، فلا البناء القاعدي أثبت نجاعته، و لا الصلح الجزائي أثبت صحته، ولا الشركات الأهلية أثبتت أهليتها. هذه ملفات ستصبح يوما من الأيام عناوين الفساد لهذه المرحلة”، وفق تقديره..
“إعلان حرب”
واعتبر القيادي بحزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني أنّ البيان الانتخابي لسعيّد بمثابة “إعلان حرب”.
ويقول العجبوني على صفحته بفسيبوك، “في هذا البيان الحربي، ليس هنالك أيّ إعلان عن توجّهات و برامج و تصوّرات لإصلاحات اقتصادية واجتماعية، تُخرح البلاد من أزمتها الخانقة و غير المسبوقة، و تُعطي أملا في غد أفضل، كما يفعل كلّ مترشّح يحترم نفسه و يحترم ناخبيه”.
وأضاف بأنّ بيان سعيّد، ليس إلا “تواصلا لخطاب عنيف وعبثي، كانت نتيجته كلّ هذا الفشل الذي تعرفه البلاد على جميع الأصعدة”.
تهديد… وكراهية
ولم يتردد الناشط السياسي خليل قنطارة، في تدوينة بصفحته على فيسبوك، في القول بوضوح: “إنّ البيان الانتخابي لسعيّد بيان تهديد وكراهية”، وفق تعبيره.
ولم يستغرب الناشط السياسي، عادل اللطيفي، من جهته، “لغة الحرب والانتقام والعنف والتخوين وغياب الحلول؟”، مضيفا: “قلنا راهو قيس سعيّد ماهوش ظاهرة سياسية محض، بل هو ظاهرة تحريض انفعالي في السلطة”، وقدم تحليلا بسيكولوجيا لبيان المترشح للرئاسة، قيس سعيّد، معتبرا أنّ مضمون البيان، يعكس شخصية صاحبه، ضمن مجال الـ “هم” و”نحن”، و”الغموض”، و”الأنا الأعلى”، و”العموميات”، و”التناقضات”، بالإضافة إلى “مسحة أخلاقوية” في الخطاب.
وشدد على أنّ البيان الانتخابي، مليء بلغة انفعالية، تعكس ــ في تقديره ـ “شخصية تسلطية”، تتماهى مع أنصاره والنشطاء ضمن مكوناته، حسب رأيه من خلال تدوينته التالية:
بيان حملة تفسيرية
غير أنّ أحد مناصري الرئيس قيس سعيّد، وهو السيد عبد الرزاق الخلولي، رئيس حزب “مسار 25 جويلية”، اعتبر في تدوينته على صفحته بفيسبوك: “أنّ الاستاذ قيس سعيّد، اختار أن يخوض حملة تفسيرية ثورية”، بعيدا عن “الحملة الانتخابية التقليدية، التي تقوم على برامج زائفة ووعود كاذبة”، وفق تعبيره.
وفي تصريح لموقع “العربي الجديد”، قال الخلولي، إنّ الرئيس سعيّد، “استخدم فكرا شموليا، يتوجّه للمستقبل لاستكمال المسيرة التي بدأها تحت شعار الشعب يريد، لأن هذا ما يريده الشعب، وبالتالي سيواصل تفكيك المنظومات التي تعطّل وتكبّل التنمية والتطور الاجتماعي”، حسب قوله..
ونفى أن يكون ثمّة “تهديد للتونسيين أو تقسيم، ولا يوجد أيّ إقصاء في البيان الانتخابي لسعيّد”، ويضيف: الرجل “تحدّث عن الأسباب التي جعلت تونس لم تتقدّم في العشرية التي جعلت البلاد على شفا الإفلاس”.