ما الذي يمكن أن يمنع وقف إطلاق النار في غزة ؟؟؟ صحف إسرائيلية تجيب..
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
وسط مخاوف من هجوم إيراني محتمل على إسرائيل، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يسود الاعتقاد في العديد من الأوساط الأمنية الإسرائيلية بأن اتفاقا لوقف النار في غزة قد يسهم في منع أو يحد من قوة أي رد فعل من طهران.
ويضغط قادة الجيش والأمن في إسرائيل، والمسؤولون في الإدارة الأمريكية، على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعلان قبوله الاتفاق، لكنه يرد بمزيد من الشروط.
مواقف نتنياهو، تسببت بإحباط في واشنطن التي تعتقد أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، جاء في سياق محاولاته تعطيل الصفقة.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هارئيل: “يأتي إحباط بايدن إزاء عملية الاغتيال، في أعقاب غضبه من نتنياهو بسبب التأخير في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن”. فيما قالت مصادر أمريكية، إن بايدن اتهم نتنياهو بـ “الكذب عليه بشأن الاتفاق وعدم رغبته في إبرامه الآن”.
شروط صارمة
وأضاف في مقال تحليلي، “يقول نتنياهو إنه يريد التوصل إلى اتفاق، لكنه وضع شروطا أكثر صرامة. ويصر في المقام الأول على الحفاظ على الوجود الإسرائيلي في ممر نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة وممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر”.
وتابع: “وفي المقابل، يعتقد كبار المسؤولين الدفاعيين أن تل أبيب، يجب أن تتنازل عن هذه القضايا لإبرام اتفاق، وإنقاذ حياة هؤلاء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة”.
واعتبر هارئيل أنه “كلما طال أمد الحرب، أصبح من الواضح أنها تُخاض على مسارين في وقت واحد. الأول هو الصراع العسكري مع حماس، والذي امتد إلى حزب الله والحوثيين عندما انضموا إلى هجوم حماس، والذي يهدد الآن بإشراك إيران بشكل أكثر مباشرة. والثاني هو معركة نتنياهو الشخصية من أجل البقاء السياسي مع تمسكه بالسلطة ومحاولة إبطاء أو إحباط محاكمته الجنائية”.
ووفق محلل الشؤون العسكرية، “يبدو إن الولايات المتحدة الأمريكية، وافقت على أن تضمن لإسرائيل استئناف الحرب إذا فشلت صفقة الرهائن، لكن بشرط أن يوافق نتنياهو أولا على الاتفاق”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه ينتظر التزاماً من الولايات المتحدة بأن إسرائيل ستتمكن من استئناف حربها على حماس في غزة بعد اكتمال المرحلة الأولى من صفقة الرهائن إذا لم يتم إحراز تقدم في المرحلة الثانية”.
والصفقة هي من 3 مراحل كل واحدة منها، مدتها 6 أسابيع.
التزام أمريكي
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: أنّ “سؤولا شارك في اجتماع الأسبوع الماضي، أكد أن واشنطن وافقت بالفعل على إرسال خطاب التزام، لكن فقط بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.
وأضافت “يديعوت أحرونوت”: يعتقد المسؤولون الأمنيون أن نتنياهو “سيطالب بنزع سلاح حماس وطرد قادتها من غزة في المرحلة الثانية من الصفقة، وهي المطالب التي قالوا إنها ستُرفض، مما يترك معظم الرهائن في الأسر”.
وكشفت النقاب عن أن “الرسالة الأمريكية نوقشت في اجتماع نتنياهو مع الرئيس جو بايدن الشهر الماضي في البيت الأبيض. وهي في الواقع ضمانة أمريكية بأن إسرائيل لن تُرغم على وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى”.
وقالت: “أبلغ نتنياهو المسؤولين أنه يؤجل موافقته على الصفقة، لأنه يريد تقديم الرسالة إلى الجمهور الإسرائيلي، لكن لدهشته قال أحد الأشخاص في الغرفة إن واشنطن وافقت بالفعل على جوهر مثل هذا الضمان، وأن المسودات يجري تبادلها، وكانت الرسالة واضحة: هذا ليس عذراً لتأخير الصفقة”.