بعد استفاقة جزء من النخبة: خالد شوكات ينتقد ويعاتب.. “آه لو كانوا البارحة بوعيهم اليوم، أكثر رأفة بالانتقال الديمقراطي”
تونس ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)
برزت في الأيام القليلة الماضية، أصوات سياسية وإعلامية، تستنكف من المسار السياسي الحالي، بعد أن وعت ــ جزئيا أو كليا ــ الانتكاسة الحاصلة حاليا في مسار الانتقال الديمقراطي، حتى أنّ بعض هؤلاء، ممن ذهبوا في اتجاه توصيف مرحلة السنوات العشر الماضية، بــ “العشرية السوداء”، عادوا ليعطوها ما تستحق من توصيف، وهي “عشرية الانتقال الديمقراطي”..
وتعليقا على بعض هؤلاء، كتب الناشط السياسي، ورئيس المعهد العربي للديمقراطية، الدكتور، خالد شوكات، تدوينة في صفحته على فيسبوك، اعتبر من خلالها، أنّ “الوعي التاريخي”، كما وصفه، “مهم جدّا عند خوض تجارب الانتقال الديمقراطي”، معتبرا أنّه كان بالإمكان إنقاذ المسار، وإنقاذ الديمقراطية، لو أنّ هؤلاء، “الذين عرفوا بعد الانتكاسة قيمة التجربة، كانوا البارحة بوعيهم اليوم، أكثر رأفة بها، ولاختلف أداؤهم، بدلا من الانخراط في الانقلاب عليها، تحت شعار إنقاذ المسار”.
وانتقد شوكات بكثير من الكياسة، سياسيين، قال إنهم “ضيّقو الأفق.. أنانيون، لا مانع لديهم من ضرب التجربة برمّتها، ماداموا لم ينالوا من كعكة السلطة نصيبا، فأكثروا من الضرب تحت الحزام، ثمّ سايروا الانقلاب على التجربة وهم يرفعون كلمات الحق التي يراد بها باطل..”، وفق تعبيره.
كما انتقد إعلاميين بارزين، ساهموا البارحة ـــ بوعي أو دون وعي ـــ في عمليات اغتيال معنوي لشخصيات ديمقراطية مخلصة للمشروع، وفي ضرب حكومات – على قلّتها ــ كانت الأكثر إخلاصا لمشروع الانتقال الديمقراطي وحرصا على إنجاحه ..
ووجه رئيس المعهد العربي للديمقراطية، انتقاداته من ناحية أخرى، لمنظمات المجتمع المدني، التي قال إنّ “لها موارد طائلة”، ولعبت دورا في “ترذيل التجربة الديمقراطية”، بإسقاط معايير غربية لا تتناسب مع سياقنا التاريخي، وكأننا في فنلندا أو النرويج، “مسهّلة أمر (الشعبويين)، للانقلاب على النظام الديمقراطي، والمساهمة في تزييف الوعي الشعبي”، حسب قوله..
واعتبر أنّ التجربة القادمة، أي عندما يغلق القوسين الحاليين، وتستعاد الديمقراطية، نحتاج إلى “العمل عليها”، وإلا “أطلّ القوم أنفسهم، ليستغلّوا الحرّية أبشع استغلال”، حسب تقديره، مؤكدا أن تجارب عديدة، “ضربت من مدخل المبالغة في استغلال وسائلها، أو المبالغة في “الثورية” لها”، وفق تعبيره..
وفي ما يلي نص التدوينة، التي جاءت مقتضبة، لكنها معبّرة عن هذه المرحلة..