على أبواب “فلوريدا” الأمريكية: مناورات حربية روسية ضخمة… وقلق في “البنتاغون”
ميناء هافانا (كوبا) ــ الرأي الجديد
وصلت أربع قطع حربية روسية كبيرة، منها غواصة نووية، إلى ميناء هافانا في كوبا، ابتداء من الأربعاء من الأسبوع الجاري، للمشاركة في مناورات عسكرية.
وتأتي هذه المناورات القريبة من ولاية فلوريدا لتبرز روسيا قوتها العسكرية وقدرتها على الانتشار في العالم، رغم الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا.
وتفيد وسائل الإعلام الروسية والكوبية بأن الأمر يتعلق بزيارة ومناورات روتينية، وستستمر خمسة أيام.
القطع الحربية الروسية
وهذه القطع الحربية هي الغواصة الصاروخية الموجهة “كازان”، والفرقاطة الصاروخية الموجهة “أدميرال غورشكوف”، وسفينة الإنقاذ “نيكولاي تشيكر”، وسفينة النفط “أنجيل باشين”، حيث ستجري مناورات في إطار سلسلة من التدريبات التي تخطط لها وزارة الدفاع الروسية في غرب المحيط الأطلسي ومنطقة البحر الكاريبي.
وتعد الفرقاطة غورشكوف والغواصة كازان من بين أكثر القطع الحربية الروسية ذات الطابع الإستراتيجي والأكثر تقدماً، ويمكن تسليحها بمجموعة متنوعة من الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الهجومية البرية.
وحول طبيعة المناورات، يقول قائد القوات البحرية الروسية الأدميرال ألكسندر مويسييف، نقلاً عن مواقع إعلامية روسية، مثل سبوتنيك: “خلال التدريبات، يتدرب طاقم الفرقاطة والغواصة التي تعمل بالطاقة النووية على استخدام أسلحة صاروخية عالية الدقة باستخدام نماذج حاسوبية ضد أهداف بحرية، والتي تشير إلى مجموعات من سفن العدو المشروطة والموجودة على مسافة تزيد عن 600 كيلومتر”.
مناورات روسية مكثفة
ورفعت روسيا من إيقاع مناوراتها الحربية مع دول حليفة، مثل الصين في مياه المحيط الهادي، وفي البحر الأبيض المتوسط مع الجزائر، وفي مياه أمريكا اللاتينية مع كوبا وفنزويلا.
وترسل موسكو رسالة واضحة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، مفادها أنها قادرة على الانتشار العسكري في مناطق إستراتيجية، وعند أبواب الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة.
وقد ربط بنجامين جيدان، مدير برنامج أمريكا اللاتينية في مركز ويلسون، بشكل مباشر بين تدريبات البحرية الروسية والدعم الأمريكي لأوكرانيا، وصرح لوكالة أسوشيتد برس: “إن السفن الحربية هي تذكير لواشنطن بأنه من غير السار أن يتدخل خصم في شؤونك الخارجية القريبة.. كما أنها تذكّر أصدقاء روسيا في المنطقة، بمن في ذلك خصوم الولايات المتحدة كوبا وفنزويلا، بأن موسكو تقف إلى جانبهم”.
ومن جانبه، قال أندرو دانييري، من مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي: “نحن لسنا قريبين من أزمة الصواريخ الكوبية. نحن لسنا قريبين من الحرب النووية. فهناك سفن أمريكية تتعقب أنشطة هذه السفن الروسية في طريقها إلى كوبا.. لذا، أعتقد أن هذا الأمر في الواقع تحت السيطرة تمامًا، لكن الأمر أقرب إلى أن يكون مجرد رسائل للكرملين، وعلينا أن نكون حذرين من أن نقرأ الكثير في هذا الأمر على أنه تهديد بالتصعيد”.
روسيا.. والأطلسي
وتأتي مناورات روسيا في كوبا وبحر الكاريبي بالتزامن مع المناورات التي يجريها الحلف الأطلسي في بحر البلطيق تحت اسم “بالتوبس 24″، والتي بدأت الأسبوع الماضي، وستنتهي يوم الإثنين المقبل، وتحاكي مواجهة هجوم روسي على دول المنطقة.
وعملياً، تجري روسيا مناورات حربية مع كوبا وفنزويلا منذ سنوات، وترسل بين الحين والآخر قاذفات إستراتيجية مثل يوتو 160 إلى البلدين، الأمر الذي يثير قلق واشنطن. ورغم تصريح البنتاغون بأن هذه العمليات روتينية، إلا أن حضور غواصة تعمل بالطاقة النووية، والغموض الذي يكتنف طبيعة الصواريخ التي على متنها، وإن كانت نووية، يجعل البنتاغون يتابع التواجد الروسي بشكل مكثف ودقيق.
وارتباطاً بها، كشف المنبر الإعلامي المتخصص في القضايا العسكرية “يو سني نيوز” أنه رداً على تواجد السفن الحربية الروسية في المياه المقابلة لولاية فلوريدا، أرسلت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، ثلاث مدمرات صواريخ موجهة، انضمت إليها فرقاطة تابعة للبحرية الفرنسية، وسفينة حربية كندية إلى هذه المنطقة البحرية. كما تقوم طائرات كندية وأمريكية مضادة للغواصات بمراقبة عبور السفن الروسية على مدار الساعة.