الخبير ياسين إسماعيل لــ “الرأي الجديد”: لهذه الأسباب تتوسع ظاهرة الادخار السلبي… وهذه الحلول
تونس ــ الرأي الجديد / صفية المحرر
أكد الخبير المالي، ياسين بن إسماعيل، أن ارتفاع تداين الأسر التونسية لدى البنوك، يعود إلى المقدرة الشرائية المتدهورة جراء ارتفاع الاستهلاك، مقابل ضعف الإنتاج بمعدل أكثر من الثلاث مرات، ما يعني أنّ جهاز الإنتاج في تونس لا يتجاوز 25 بالمائة من طاقاته التشغيلية.
وأوضح الخبير المالي في تصريح لــ “الرأي الجديد”، أن عدم محافظة البنك المركزي على سعر صرف الدينار، يؤدي إلى ارتفاع كبير لنسبة التضخم، وهو ما يؤثر على المقدرة الشرائية التي يحددها الدخل الفردي، الذي من المفترض أن يتم توجيه جزء منه إلى الاستهلاك والبقية للادخار، ولكنه لا يكفي للحاجيات الأساسية، جراء ارتفاع الأسعار، وبالتالي يعيش المجتمع التونسي ما يسمى بالادخار السلبي. أسباب أخرى…
وأشار ياسين بن إسماعيل، إلى أن الإنتاجية هي التي تفصل بين رأس المال الثابت ورأس المال المتداول الذي يمثل العمال، مؤكدا أن ارتفاع نسب البطالة يعود إلى ضعف جهاز الإنتاج، بمعنى عدم وجود مؤسسات تستقطب اليد العاملة العاطلة عن العمل، والتي تقارب 700 ألف شخص بين إناث وذكور.
وشدد الخبير الاقتصادي في حديثه، على أنه حان الوقت لمراجعة جهاز إنتاج التنمية في عدة قطاعات رئيسية. دور القطاع الفلاحي…
وتحدث ياسين بن إسماعيل، عن المهمة الحيوية التي يضطلع بها القطاع الفلاحي في توفير الاكتفاء الذاتي، وضرورة العمل على استعادة نسقها، مشيرا إلى أن غلاء أسعار الخضر والغلال، يعود إلى عدم الوفرة في الإنتاج، ما يعني التوجه نحو التصدير، وبالتالي رغم أن هذه المواد، كانت لا تتجاوز 20 بالمائة من دخل التونسي، إلا أنها أصبحت اليوم تستحوذ على جزء مهم من هذا الدخل، الذي يمكن تصنيفه في خانة الفقر المدقع، بالنظر إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.
ودعا الخبير الاقتصادي، إلى الحاجة الملحة لتغيير منوال التنمية، لأن المديونية أضحت هيكيلية وخطيرة يرافقها فساد رهيب، وفق توصيفه، يطال السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، عبر لوبيات نافذة تسيطر على مختلف القطاعات، وسط غياب تام لمفهوم الدولة.