ما الذي يحدث عندما تبقى صامتا حتى منتصف النهار ؟
تونس ــ الرأي الجديد (صحّة)
كشفت مغنّية اسكتلندية، تدعى “لولو”، أنها تمارس “صيام الكلام”، أي البقاء صامتة تماما حتى منتصف النهار.
وقالت المغنّية البالغة من العمر 75 عاما لصحيفة “ذي غارديان” البريطانية، إنها تتبع هذه الممارسة في محاولة للحفاظ على أحبالها الصوتية، موضّحة أنها تساعد في العناية بأدواتها وتسمح لها بالغناء.
وبحسب المقال الذي نشرته الصحيفة، فإن لولو “لا يُسمح لها حتى بالهمس”، لأنها “تعيش في حالة من الصمت الطويل”.
وفي حين أن “صيام الكلام” قد يبدو غريبا، إلاّ أن صحيفة “ذي غارديان”، تؤكد أن له العديد من الفوائد التي لا تتعلّق بالضرورة بمجرد الحفاظ على الصوت.
وتوصّلت دراسة أجريت عام 2005، ونشرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، إلى أن فترات الصمت أدّت إلى “إنخفاض كبير في ضغط الدم”، لدى المشاركين الذين مارسوا صيام الكلام.
وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة أجريت عام 2021، والتي ظهرت أيضا في المعاهد الوطنية للصحة، أن هذه الممارسة ساعدت على تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتّر).
وبالإضافة إلى ذلك، أكد عالم النفس الدكتور روبرت كرافت، أن الإنخراط في فترات الصمت الطويل يساعد الشخص على أن يصبح مستمعا أفضل.
ولكن قد تكون هناك بعض الجوانب السلبية لصيام الكلام، بإستثناء الحقيقة الواضحة المتمثّلة في عدم قدرتك على إيصال احتياجاتك بوضوح وسرعة.
وأولئك الذين يتحدّثون أقل ينظر إليهم على أنهم أقل إثارة للإعجاب، وفقا لبحث نشر في عام 2022، على الرغم من إدّعاء كرافت بأن الصمت يعزّز القدرة على الإستماع.
ومع أنه قد يكون من غير العملي البقاء صامتا كل صباح، فمن الممكن أن تكون هناك بعض الفوائد للمشاركة في هذه الممارسة على أساس غير متكرّر.
وتؤكد صحيفة “ذي غارديان”، أن صيام الكلام ليس مجرد موضة جديدة للمشاهير، بل تمّت ممارسته تحت أسماء مختلفة وفي ثقافات مختلفة لعدّة قرون.
وفي الفلسفة الهندوسية على سبيل المثال، يعتقد أن ممارسة الصمت، المعروفة بإسم “ماونا”، تربط الأفراد بسكونهم الداخلي.