تزامنا مع احتفالاتها بالذكرى 45 للثورة: إيران تبني مفاعلا نو.و.يا جديدا.. وأوروبا ترتعد
طهران ــ الرأي الجديد
أعلنت إيران، أنها بدأت بناء مفاعل نووي جديد للأبحاث في أصفهان، بعد أيام من إعلانها بناء مجمع لمحطات الطاقة النووية في الجنوب، في أحدث مؤشر على أن الجمهورية الإسلامية بقدر انشغالها بالحرب على غزة، تواصل تطوير برنامجها النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله: “بدأت حاليا، عملية صب الخرسانة لوضع أسس المفاعل في موقع إصفهان”.
ويضم مركز أصفهان للأبحاث النووية في وسط إيران، ثلاثة مفاعلات أساسا. وقالت الوكالة إن مفاعل الأبحاث الجديد الذي تبلغ طاقته 10 ميغاوات، يتم بناؤه لإنشاء مصدر قوي للنيوترون.
وأضافت أنه ستكون له مجموعة من التطبيقات بما في ذلك اختبارات الوقود والمواد النووية وإنتاج النظائر المشعة الصناعية والمواد الصيدلانية المشعة.
وتخضع طهران لعقوبات أميركية صارمة منذ العام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي التاريخي، الذي خفف العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية لمنعها من تطوير قنبلة نووية.
إيران تنفي
وتنفي إيران على الدوام، بأن يكون لديها طموحات لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية، وتؤكد أن أنشطتها لأغراض سلمية.
وفي جانفي المنقضي، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، عن أسفه لفرض إيران “قيود” على تعاونها مع الوكالة، ووصف الوضع النووي الإيراني بأنه “محبط”.
وأعلن محمد إسلامي الخميس، عن إنشاء مجمع محطات للطاقة النووية في “سيريك” على مضيق هرمز، يضم أربع محطات فردية بقدرة إنتاجية مشتركة تبلغ 5000 ميغاوات.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، خلال زيارة إلى المنطقة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: “يجب أن نصل إلى قدرة إنتاجية تبلغ 20 ألف ميغاوات من الطاقة النووية في البلاد” بحلول عام 2041.
وتملك خمس دول فقط حاليا، وهي الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وكوريا الجنوبية قدرة نووية تزيد عن 20 ألف ميغاوات.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أنه يتوقع أن تعمل محطات “سيريك” بكامل طاقتها بحلول 2031. ولإيران حاليا محطة نووية واحدة في الخدمة في بوشهر، قادرة على إنتاج 3000 ميغاوات.
3 قنابل ذرية
وفي نوفمبر الماضي، كشف تقريران للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، لصنع ثلاث قنابل ذرية، بزيادة تتراوح بين 6.7 كيلوغرام إلى 128.3 كيلوغرام بالمقارنة مع سبتمبر.
وفي سياق متصل أطلقت إيران الأسبوع الماضي للمرة الأولى بنجاح، وبشكل متزامن، ثلاثة أقمار صناعية باستخدام صاروخ “سيمرج”، الحامل للأقمار الصناعية الذي طورته وزارة الدفاع الإيرانية.
وذكرت تقارير إعلامية إيرانية، أن أحد الأقمار الصناعية يزن 32 كيلوغراما، بينما يزن الآخران عشرة كيلوغرامات لكل منهما. وأُرسلت الأقمار الثلاثة لمدار قريب يبعد حده الأدنى 450 كيلومترا عن الأرض. وأشارت التقارير إلى أن القمرين الأصغر موجهان لاختبار الاتصالات ضيقة النطاق وتكنولوجيا المواقع الجغرافية.
والقمر الصناعي الأكبر، يطلق عليه اسم “مهدا” وصنعته وكالة الفضاء الإيرانية، وهو مصمم لاختبار دقة الصاروخ “سيمرج” في إيصال شحنات متعددة للفضاء.
قمر “ثريا”.. والمخاوف الأوروبية
وأطلقت إيران القمر الصناعي “ثريا” إلى المدار هذا الشهر، بصاروخ صنعه الحرس الثوري، مما أثار مخاوف لدى قوى أوروبية، من أن تستخدم طهران تكنولوجيا صواريخ الإطلاق، لتطوير أنظمة صواريخ باليستية طويلة المدى.
ورفضت إيران تنديد دول أوروبية بإطلاق القمر الصناعي “ثريا”، وقالت إن “تطوير التكنولوجيا السلمية في مجال الفضاء حق مشروع لها”.
وتأتي هذه المنجزات، تزامنا مع احتفالات إيران بالذكرى الخامسة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية، مع ما يعني ذلك من رسائل مهمة للشرق والغرب، بأنّ إيران تريد لثورتها أن تكون منتجة ومميّزة، وغشارة واضحة إلى نضج الخطاب الاستراتيجي الإيراني، وقراءتها الدقيقة، للمشهد الدولي، ودور القوة في العلاقات الدولية.