صراع بين الديمقراطيين والجمهوريين… حول ضرب إيران
واشنطن ــ الرأي الجديد
أدى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة عشرات آخرين، أمس الأول، الأحد على يد مسلحين مدعومين من إيران، إلى زيادة الضغوط السياسية على الرئيس جو بايدن، لتوجيه ضربة مباشرة لإيران، وهي خطوة يرى بايدن أنها محفوفة بالمخاطر، ويتردد في القيام بها خوفًا من اندلاع حرب أوسع في المنطقة.
ووفقًا لوكالة رويترز، “يشير الخبراء إلى أن الخيارات المتاحة أمام بايدن للرد على هذا الهجوم، قد تتنوع بين استهداف قوات إيرانية، سواء خارج أو حتى داخل إيران نفسها، وبين اختيار تنفيذ هجوم انتقامي أكثر حذرًا، يقتصر على استهداف الميليشيات المسؤولة عن الهجوم المدعومة من إيران”.
وتعرضت القوات الأمريكية للكثير من الهجمات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، لكن لم يسفر أي هجوم سابق عن مقتل جنود أمريكيين أو إصابة كثيرين، مما أعطى لبايدن فرصة للمناورة لاعتماد رد فعل أمريكي يستهدف قوات مدعومة من إيران، دون المخاطرة بدخول حرب مباشرة مع إيران نفسها.
ولكن هجوم الأحد على موقع “البرج 22” قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا، سيؤدي إلى نتائج مغايرة، خصوصا أنه أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الجنود الأمريكيين، حيث انفجرت طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من الموقع في ساعات الصباح الباكر، مما أدى إلى نحو 40 بين قتيل وجريح. وقال بايدن إن الولايات المتحدة سترد على هذا الهجوم، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
ضرب إيران بين الجمهوريين والديمقراطيين
من جانبهم اتهم الجمهوريون بايدن بتعريض القوات الأمريكية للخطر من خلال عدم حمايتها بشكل كاف، مما يجعلها أهدافًا سهلة للهجمات بواسطة المسيرات أو الصواريخ. ووصف الرئيس السابق دونالد ترامب الهجوم بأنه نتيجة لضعف بايدن واستسلامه.
فيما أشار السيناتور الجمهوري، توم كوتون، إلى أن الرد الوحيد المناسب على هذه الهجمات، يجب أن يكون عملا عسكريًا قاسيًا ضد القوات الإيرانية داخل إيران، وفي أنحاء الشرق الأوسط.
بينما دعا النائب الجمهوري مايك روجرز، رئيس لجنة الرقابة العسكرية في مجلس النواب، إلى اتخاذ إجراء ضد طهران، ومحاسبة النظام الإيراني وحلفائه المتطرفين على الهجمات التي نفذوها.
وعبرت النائبة الديمقراطية باربرا لي عن قلقها من فشل إستراتيجية بايدن لاحتواء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث بدأت الأمور بالخروج عن نطاق السيطرة.
من جانبه عارض النائب الديمقراطي، سيث مولتون، الذي خدم 4 فترات في العراق، دعوات الجمهوريين للحرب، مشيرًا إلى أن الردع صعب والحرب أسوأ.
رد عسكري كبير متوقع
في الأثناء كشف موقع “أكسيوس”، إن الرئيس جو بايدن، ومسؤولون أمريكيون، من بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ناقشوا “ردًا عسكريًا كبيرًا” ضد الميليشيات الموالية لإيران ردًا على هجوم أمس الأحد.
وأشار الموقع إلى أنه بينما يقوم البيت الأبيض والبنتاغون بدراسة كيفية الرد الانتقامي مع احتواء الخطر المتزايد لاتساع رقعة الحرب، تتزايد الضغوط من قبل بعض المشرعين في الكونغرس من أجل توجيه ضربات داخل إيران. لكن مسؤول أمريكي قال: “لا نريد الحرب، لكن أولئك الذين يقفون وراء هذا الهجوم يجب أن يشعروا بردنا”.
وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق”، المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران، أنها نفذت هجمات “بطائرات مسيرة” فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن.
وتم استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي ضد “داعش” في سوريا والعراق بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.
ويواجه بايدن انتقادات من أعضاء حزبه، لعدم سعيه للحصول على تفويض من الكونغرس لتوجيه الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة بالفعل في الأسابيع الأخيرة على الجماعات المدعومة من إيران في العراق واليمن.
ويعتقد مسؤولو إدارة بايدن أن وقف إطلاق النار في غزة، أمر أساسي للحد من التوترات الإقليمية..