“وول ستريت جورنال”: مسيّرات بحرية أوكرانية تغير موازين القوى في البحر الأسود
كييف (أوكرانيا) ــ الرأي الجديد
شكلت الهجمات الأوكرانية بمسيّرات بحرية، أو كما تسمى “درونز” بحرية (بحجم قارب صغير)، عاملاً حاسماً في تغيير موازين القوى أمام القوة البحرية الروسية المدججة، وذلك خلال حرب الموانئ البحرية بين كييف وموسكو، بعيد انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب..
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ أوكرانيا، شنت بواسطة هذه المسيّرات محلية الصنع وغير المكلفة، هجمات محكمة على “رموز الهيمنة الروسية في البحر الأسود”، بما في ذلك مقر أسطول موسكو فيشبه جزيرة القرم، وجسر يربط شبه الجزيرة بروسيا.
واستهدفت هذه المسيّرات أيضاً سفينة إنزال روسية في حوض بناء السفن التابع للبحرية في مدينة “نوفوروسيسك” الساحلية، على بعد أكثر من 360 ميلاً من أوديسا الأوكرانية، وناقلة نفط كانت تحمل وقود طائرات للقوات المسلحة الروسية، علاوة على ذلك، أعلنت موسكو، أخيراً، أن مسيّرة بحرية ضربت سفينة استطلاع روسية في وسط البحر الأسود.
وتقول أوكرانيا إن “الدرونز البحرية”، طُوّرت وأُنتجت محليًا، لكن تفاصيل تصنيعها تبقى في طي السرية.
تغيير طبيعة الحرب
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم، إن الزوارق المسيّرة يمكن أن تغير طبيعة الحرب، بإجبار روسيا على تخصيص المزيد من الموارد لحماية موانئها وسفنها الحربية وسفن الشحن، التي تستخدمها لنقل الأسلحة والوقود والإمدادات الأخرى لجيشها.
وحسب المحللين، من المتوقع أيضًا أن تؤدي الهجمات الأوكرانية، إلى زيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى موانئ روسيا الحيوية في البحر الأسود.
وسمحت الهجمات الأوكرانية الجوية والبحرية بطائرات من دون طيار خلف الخطوط الروسية، بفتح جبهات جديدة في الحرب، بينما يتحرك القتال ببطء في الساحات الرئيسية”، وفقا للصحيفة..
المواصفات التي تحملها هذه المسيّرات البحرية، جعلت من استهدافها أو التصدي لها أمراً صعباً، خاصة من قبل السفن الحربية، إذ يبلغ طول المسيّرة، المعروفة أيضًا باسم المركبة السطحية غير المأهولة، 18 قدمًا فقط – ليس أكبر من قارب صيد صغير – بمدى يصل إلى 800 كيلومتر..
ويمكن أن تعمل لمدة تصل إلى 60 ساعة في المرة الواحدة، بحسب الحكومة الأوكرانية. وتبلغ تكلفة كل مسيّرة ربع مليون دولار، وهو جزء بسيط من عشرات، إن لم يكن مئات ملايين الدولارات التي تكلفها السفن الروسية المستهدفة من جانب هذه المسيّرات، وفقا للصحيفة.
أضرارً بكاسحة ألغام روسية
وقالت الصحيفة إن صغر حجمها يجعل من الصعب الدفاع بنفس الطريقة التي تشكل بها الطائرات من دون طيار تحديًا للدفاعات الجوية، إذ من الصعب اكتشافها.
ويقول الخبراء، إنه بمجرد اقتراب الزوارق الصغيرة المسيّرة من سفينة أكبر، فإن الزوايا الشديدة تصعّب إطلاق الأخيرة النار عليها.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن الهجوم الذي استخدم سربًا من عدة مسيّرات بحرية، ألحق أضرارًا بكاسحة ألغام روسية.
وبعد أيام، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن حملة لجمع التبرعات لبناء أسطول من السفن غير المأهولة، حسب الصحيفة.