البحث عن حفارين للقبور في “أم درمان” مع ازدياد عدد القتلى
أم درمان (السودان) ــ الرأي الجديد
اضطر سكان أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة السودانية الخرطوم، لمعايشة قصف جوي مكثف وقتال عنيف خلال الأيام الثلاثة الماضية، مع احتدام الصراع بين الجيش والقوات شبه العسكرية الذي يقترب من الشهر الخامس.
وانتشرت دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن أي شخص يعرف أياً من حفاري القبور.
وتم تداول أخبار تفيد بتراكم الجثث مع تعرض المدنيين لإصابات من القنابل التي تتساقط عليهم، وكذلك من الشظايا والرصاص الذي يصيبهم.
ومن الصعب العثور على قبور فردية للأشخاص، إذ أن القتال يغلق الطريق المؤدية إلى المقابر الرئيسية، وبالتالي فإن الكثيرين ممن قتلوا وضعوا في قبور جماعية.
وقال مصدر من المستشفى الوحيد العامل في أم درمان، إن 33 مدنياً قتلوا منذ الاثنين، عندما بدا وكأن الصراع يدخل مرحلة جديدة.
وتقول بعض التقارير إن هذا القتال هو الأعنف منذ بداية الحرب في أفريل الماضي.
ويحلق الجيش، الذي يحاول طرد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في أجزاء من مدينة أم درمان، بطائرات قاذفة فوق المدينة ويقصفها بالمدفعية من الأرض.
وأصبح صوت إطلاق النار هو الضجيج اليومي في خلفية المدينة، لكن صوت الانفجارات المتواصل، الذي يهز المباني والأشخاص، بات ضجيجاً جديداً وأكثر إثارة للرعب بالنسبة للكثيرين.
وخلال النهار، يمكن مشاهدة الدخان وهو يتصاعد من المباني عبر المدينة. وخلال الليل، تضيء القذائف السماء مثل الشُهب المؤذية.
ولا تزال هناك محاولات دولية لحمل الطرفين المتنازعين على إجراء محادثات، لكن لا يبدو أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان داغلو، المعروف بحميدتي، جاهزان للتفاوض.
وبدون وقف لإطلاق النار في الأفق، فإنه يبدو أنهما عالقان في حلقة مفرغة من الهجوم والهجوم المضاد، التي لا يبدو أن لها نهاية في الأفق القريب.