وجدوا جماجم ذويهم في متاجر للدمى.. عائلات تقاضي جامعة هارفارد
واشنطن ــ الرأي الجديد
أقامت 19 عائلة دعوى قضائية ضد جامعة هارفارد اتهمتها فيها بالإهمال والسماح للمجرمين بالتجول في مشرحة كلية الطب والاتجار في الرفات البشرية لأبنائهم الموجودة بها.
ووفقًا لموقع Insider تزعم العائلات في الدعوى القضائية أن جامعة هارفارد “تخلت” عن رفات المتبرعين وتركتها مهملة في مكان تعرضت فيه للتدنيس والبيع والشراء.
وكانت السلطات الفيدرالية قد اعتقلت في يونيو الماضي، سيدريك لود، مدير مشرحة كلية الطب بجامعة هارفارد، ووجه المدعون الفيدراليون اتهامات إليه هو وزوجته وعدة أشخاص آخرين، واتهموهم بالتآمر لنقل وبيع رفات بشرية. ودفعوا ببراءتهم في القضية.
تدنيس الجثث
وانضمت 19 عائلة إلى دعوى قضائية جماعية مقامة ضد هارفارد وكلية الطب التابعة لها بشأن مخطط الاتجار بالبقايا البشرية الذي أدى إلى بيع الرفات سواء كاملة أو أجزاء منها في السوق السوداء،
وأشارت الدعوى إلى أنه كان يتم بيع الرؤوس والأدمغة والجلد والعظام وأجزاء أخرى من أجسام الرفات البشرية الموجودة بالمشرحة، والتي تعود لأشخاص من جميع أنحاء نيو إنجلاند تطوعوا- قبل وفاتهم- للتبرع بأجسادهم لبرنامج الهدايا التشريحية بجامعة هارفارد.
وقالت الدعوى إن كلية الطب بجامعة هارفارد وصفت برنامج الهدايا التشريحية الخاص بها بأنه “أمر لا غنى عنه في التعليم والبحث الطبي”، وقالت إن التبرع بالرفات البشرية سيسمح للطلاب بالتعلم ليساهموا فيما بعد في “تخفيف الآلام والمعاناة البشرية”.
وجاء في وثيقة قضائية تم رفعها يوم الثلاثاء الماضي أن المتبرعين شاركوا في هذا البرنامج وتبرعوا بأجسادهم ليتم إهداؤها لكلية الطب بعد مماتهم، على أمل أن يساهموا في إعداد وتدريب جيل جديد من الأطباء، ولكن بدلاً من التعامل مع رفات المتبرعين باحترام وكرامة، تخلت جامعة هارفارد “عن الرفات وتركته في منشأة كانت مكانًا للتدنيس، حيث سُمح للمجرمين بالتجول في المكان والعبث برفات أحبائهم، وتقطيعه لأجزاء صغيرة والتعامل معه على أنه سلعة يتم بيعها وشراؤها في سوق للسلع الرخيصة والمستعملة”.
ضحايا للمرة الثانية
وبحسب دعوى قضائية منفصلة تم رفعها في يونيو الماضي فقد استخدام رفات ما يصل إلى 400 جثة في مخطط تهريب وبيع الرفات البشرية.
ومن بين ضحايا مخطط التهريب المزعوم أحد المحاربين القدامى في الحرب الكورية، الذي توفي بسبب سرطان الرئة، وكان يأمل أن يساعد تبرعه في إنقاذ آخرين من نفس المرض.
فيما كان أحد الضحايا ميكانيكي ديزل وصياد، قرر التبرع بجسده لبرنامج الهدايا التشريحية لجامعة هارفارد بسبب سمعة المؤسسة المرموقة، وقال لأسرته وقتها مازحًا أنه سيكون أول من يذهب إلى هارفارد في عائلته.
فيما كانت إحدى النساء الضحايا معلمة لغة إنجليزية سابقة، وقدّرت التعليم بشدة لدرجة أنها أرادت أن تبقى بجسدها “أفضل معلمة لطلاب الطب الأفضل والأذكى على الإطلاق”.
واختارت امرأة أخرى التبرع لجامعة هارفارد لأنها لم تكمل دراستها الثانوية، وأرادت أن تغرس في ابنتها أهمية التعليم.
جماجم.. في متاجر للدمى
وبدلاً من تحقيق أمنيات المتبرعين، تعرضت أجسادهم ورفاتهم للتدنيس، وزعم المدعون الفيدراليون أنه تم تشريح جسم المتبرعين إلى أجزاء وبيعها لمجموعة من الأشخاص لأغراض متنوعة.
على سبيل المثال انتهى المطاف ببعض الأجزاء، بما في ذلك جمجمة بشرية، في متجر دمى في ماساتشوستس. وفي حالة أخرى، تم شحن جلد بشري إلى رجل في ولاية بنسلفانيا يعمل في دباغة الجلود.
وقال المدعون إن مدير المشرحة لودج تلقى في إحدى المرات 600 دولار مقابل تشريح وجهين. وزعمت الدعوى أن الرفات “تم تدنيسها ونهبها وتقطيع أوصالها وبيعها مقابل مبالغ مالية غير معروفة.
وألقت الدعوى باللوم على جامعة هارفارد لفشلها في ضمان سلامة الجثث وتأمينها، وفشلها في فحص الأشخاص العاملين في المشرحة واختيارهم وتدريبهم والإشراف عليهم بشكل مناسب.