أبرز الحرائق التي التهمت غابات العالم خلال القرن الحالي (الصور والمعطيات)
لندن ــ الرأي الجديد
تشهد العديد من المناطق حول العالم، حرائق هائلة في الغابات، مثل اليونان والمكسيك والجزائر، والتي تودي بحياة أشخاص، فضلا عن الخسائر المادية الهائلة في الممتلكات والثروة الحيوانية والنباتية.
وخلال القرن الحالي وقعت العديد من حرائق الغابات، لكن عددا منها اعتبر الأكثر فداحة بسبب حجم الخسائر، والرقعة الخضراء التي التهمتها النيران والتي نستعرض أبرزها في هذا التقرير:
حرائق الغابات الأسترالية 2019
شهدت غابات أستراليا حرائق عائلة عام 2019، أطلق عليها تسمية الصيف الأسود، والتي لم تقتصر على منطقة واحدة، بل امتدت في العديد من الغابات على امتداد جنوب شرق البلاد.
وأدت حرائق الصيف الأسود في أستراليا، التي بدأت في كانون أول/ديسمبر 2019 واستمرت حتى كانون ثاني/يناير 2020، إلى مقتل 34 شخصا، والتهام 24 مليون هكتار، ونفوق 3 مليارات من الزواحف الأرضية وانقراض أنواع عديدة منها بالكامل، وانخفاض جودة الهواء إلى مستويات خطيرة في كافة الولايات الجنوبية الشرقية من أستراليا.
وتجاوزت خسائر الممتلكات في الحرائق 4.4 مليار دولار أسترالي، فضلا عن خسائر هائلة بقطاع السياحة فاق المليار دولار أسترالي، واعتبرت خسائر الصيف الأسود الأكبر كلفة في تاريخ أستراليا، حيث بلغت الكلفة الإجمالية للحريق وخسائر الغابات والأضرار الاقتصادية بنحو 88 مليار دولار أسترالي.
ورغم أن حدة الحرائق خفتت بحلول كانون ثاني/ يناير 2020، إلا أن حرائق محدودة استمرت لمدة أشهر، وأعلن إطفاء كافة النيران بحلول آذار/مارس 2020.
حرائق الغابات في روسيا 2021
رغم أن الصورة المعروفة عن روسيا، وجود الثلوج بصورة دائمة، وصعوبة تخيل اندلاع حرائق في الغابات، إلا أن البلاد تعرضت لكارثة حرائق عام 2021، في غابات التايغا في سيبيريا ومنطقة الشرق الأقصى، ووصل دخان الحرائق من شدتها إلى القطب الشمالي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف.
وسجلت السلطات الروسية اندلاع أكثر من 250 حريقا، على امتداد مساحة تقدر بنحو 5720 كيلومترا مربعا، والتقطت الأقمار الصناعية تغطية الدخان السام مساحات كبيرة جنوبا، وأغلق الطريق السريع في منطقة كوليما نتيجة الدخان الكثيف السام الذي فضلا عن حجبه الرؤية كان كفيلا بقتل أي شخص يتواجد بالمنطقة اختناق.
وقالت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، إن حرائق سيبريا، كانت أكثر من كافة الحرائق الأخرى في أنحاء العالم في ذلك الوقت، وقطع دخان الحرائق مسافة أكثر من 3 آلاف كيلو متر، من ياقوتيا وصولا إلى القطب الشمالي، معلنة أنه الحدث الأول المسجل في التاريخ.
وعزت السلطات الروسية أسباب اندلاع الحريق إلى شذوذ درجات حرارة سطح الأرض، والأنماط المتغيرة للمناخ في روسيا. لكن خبراء تحدثوا عن حرائق كانت تشعل عمدا للتستر على عمليات قطع الأخشاب غير القانونية لخلق ذرائع كاذبة، مدفوعة بالطلب القوي على الأخشاب في السوق الصينية.
حرائق غابات كندا 2023
سلسلة من حرائق الغابات التي اشتعلت في مساحات كبيرة من كندا، بلغ عددها 4624 حريقا، بمساحة إجمالية تقدر بنحو 11.500 هكتار من الأرض اعتبارا من 1 آذار/مارس 2023.
نتيجة للحرائق الهائلة سجلت كندا وفاة 3 أشخاص، في المقابل جرت عملية إجلاء كبيرة للسكان من مناطق الحرائق، وصل عددهم إلى 155856 شخصا.
ووفقا لتاريخ الحرائق في كندا، اعتبرت حرائق الغابات عام 2023، الأسوأ في تاريخ كندا وأمريكا الشمالية، وحطمت الرقم القياسي متجاوزة حرائق كاليفورنيا عام 2020، بسبب تأثيرها على كافة المقاطعات والأقاليم الـ 13 في البلاد، وأكثر فداحة من حرائق كندا في أعوام 1989 و1995 و2014.
وتسببت الدخان المنبعث من حرائق غابات كندا عام 2023، في تلوث بجودة الهواء، وطالت عمليات الإخلاء مناطق حدودية بكندا، ومناطق سكنية في الولايات المتحدة، وعبرت سحابة الدخان المحيط الأطلسي ووصلت إلى أوروبا.
وعلاوة على الطقس الدافئ والجاف، في فترة حرائق الغابات بكندا، يتسبب البرق والصواعق اندلاع الحرائق بشكل متكرر، إضافة إلى عوامل أخرى بشرية مثل إلقاء مخلفات السجائر وحرائق المخيمات المهجورة وشرارات فرامل القطارات.
حرائق غابات كاليفورنيا/ الولايات المتحدة 2020
تسببت حرائق اندلعت في حزيران/يونيو 2020، في ولاية كاليفورنيا، بالتهام مساحات واسحة من الغابات مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة وغير مسبوقة، وتغييرا في الأجواء لدرجة أن السماء تحولت إلى اللون البرتقالي من شدة النيران والأدخنة السامة.
وأعلنت السلطات الأمريكية وفاة 33 شخصا، نتيجة الحرائق، وإصابة 37 شخصا، إصابات غير مميتة، في حين جرى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص وإغلاق طرق حيوية، لمنع التسمم جراء الهواء الملوث من الحرائق.
وبلغ مجموع الحرائق المسجلة في كاليفورنيا، 9917 بمساحة 1.779.730 هكتار من الأرض، فيما قدرت الخسائر المادة نتيجة الحرائق بأكثر من 12 مليار دولار.
وبإحصاء مساحة الحرائق، قدرت السلطات في كاليفورنيا، أن أكثر من 4 بالمئة من مساحة الولاية البالغة 100 فدان أتى عليها الحريق، وعزيت أسباب الحريق، لسوء إدارة الغابات، وموجة حر شديد وقياسية، فضلا عن عواصف رعدية شديدة وصواعق أشعلت الأشجار وسرعان ما تفاقم الحريق نتيجة الرياح الشديدة والحر.
حرائق غابات بوليفيا 2010
تسببت حرائق الغابات في بوليفيا بواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد، ورغم أنه لم يسجل فيها وفيات إلا أن مساحة الحريق الهائلة ونقص الإمكانات لمكافحته تسبب في خسائر فادحة.
وأعلنت الحكومة البوليفية حالة الطوارئ في البلاد، بعد اندلاع حرائق في الغابات في مناطق مختلفة، وقدر عدد الحرائق بنحو 25 ألف حريق، على مساحة وصلت إلى 15 ألف كيلومتر مربع، أتت على ستين منزلا.
وظهرت عجز الحكومة البوليفية في مكافحة الحرائق الهائلة، بسبب عدم امتلاكها طائرات لقذف المياه، ما فاقم من رقعة النيران، فضلا عن السرعة التي قفزت فيها مساحة الحريق من 17 ألفا إلى 25 ألف كيلومتر خلال 3 أيام فقط.
وأعلن في حينه رئيس خدمة الغابات في بوليفيا فايمار بيسيرا أن البلاد غير قادرة على إخمادها، وسجل في بعض المناطق ارتفاع ألسنة اللهب حتى 50 مترا، حتى أن رجال الإطفاء كانوا عاجزين عن الوصول إلى بعض المناطق من شدة النيران.
وتسببت الحرائق في أضرار كبيرة بمناطق الأمازون التي تقع ضمنها بوليفيا، وكان الحريق الأكبر على الجزء الشرقي على طول الحدود مع البرازيل وتعطلت الرحلات الجوية وأغلقت المطارات الصغيرة.
حرائق غابات أستراليا 2006
تعد أستراليا واحدة من البؤر الساخنة لحرائق الغابات في العالم، وتكررت فيها الحرائق الهائلة، بفعل العوامل المناخية والجفاف في كثير من المناطق، وفي عام 2006 وقعت واحدة من أسوأ حرائق الغابات في تاريخ البلاد.
وسجلت حرائق 2006 وفاة 5 أشخاص وخسائر في مئات المباني السكنية، فضلا عن مساحة التهمتها النيران تقدر بنحو 1.360.000 هكتارا من الأرض، واستمرت الحرائق مدة 69 يوما.
ورغم أن الحرائق اندلعت في الخريف، إلا أنها امتدت إلى شتاء أستراليا، وغطى الدخان الكثيف مدينة سيدني، وكانت الصواعق السبب الأول وراء اندلاع الحرائق الرئيسية، خاصة في منطقة بورا كورين في حديقة بلوماونتينز الوطنية، كما أشعلت الصواعق 15 حريق، في المناطق الغربية.
حرائق الغابات المطيرة في الأمازون
على الرغم من طبيعة الطقس في مناطق الأمازون التي تعتبر رئة العالم، بسبب كثافة الرقعة الخضراء، إلا أن الحرائق التي اندلعت عام 2019، طالت العديد من الدول التي تتقاسم الغابات وتحديدا البرازيل وبوليفيا وبيرو وباراغواي وكولومبيا.
وبلغ أجمالي الحرائق التي اندلعت 40 ألف حريق، فقد 5 أشخاص حياتهم نتيجتها، وقدرت حينها الخسائر المادية بنحو 900 مليار دولار أمريكي، ما بيع كانون ثاني/يناير وحتى تشرين أول /أكتوبر 2019.
وبلغت المساحة المحروقة 906.000 هكتارا من الأرض، وتسبب به عمليات القطع الجائر والحرق لإزالة الغابات، والتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، بفعل موسم جفاف طول، ودرجات حرارة قياسية أعلى من المتوسط في كافة أنحاء العالم.
وبسبب أهمية غابات الأمازون للبيئة عالميا، فقد تسبب الحرائق في مخاوف بيئية من زيادة ثاني أكسد الكربون وأول أكسيد الكربون المنبعث من الحرائق على غازات الأرض، فضل عن تأثيرات على التنوع البيولوجي بالأمازون وتهديدات للقبائل الأصلية التي تعيش وسط الغابة.
ودفعت الحرائق الهائلة الحكومة البرازيلية لإرسال 44 ألف جندي للمشاركة في مكافحة النيران، بسبب المساحة الأكبر للحرائق ضمن حدود البرازيل، في المقابل كانت مساحة الحرائق في الدول الأخرى متفاوتة، وكان القسم البوليفي من الحرائق مقاربا لمساحة ما التهمته النيران في البرازيل.
المصدر: موقع “عربي 21”