أزمة الخبز مجددا: اضطراب في المخابز.. والفارينة و”السميد” غائبين.. والطوابير تعود
تونس ــ الرأي الجديد / أبو سعيد
تعيش مدن تونسية عديدة هذه الأيام، اضطرابا في توزيع مادة الدقيق، ما أثّر في السير العادي للتزوّد بالخبز، ورفع حالة التململ في صفوف المواطنين.
ويتداول مواطنون تونسيون على منصّات التواصل الاجتماعي، صورا لطوابير طويلة أمام المخابز للظفر برغيف، فيما أكّد بعض المهنيين، أنّ نحو ثلث المخابز البالغ عددها 1500 أغلقت أبوابها.
ولم يقتصر الانتظار أمام المخابز في بعض المناطق الشعبية الآهلة بالسكان، إنما شمل الأمر عديد الجهات المحيطة بالعاصمة، وعدد كبير من الولايات الداخلية، التي يقف فيها المواطنون منذ الصباح الباكر أمام الأفران العشوائية المنتشرة لشراء الخبز، لكن المفاجأة أنّ بعضها يفتح لساعات فيما البعض الآخر يغلق أبوابه بذريعة، “انعدام مادة الفرينة”..
الغرفة المهنية للمخابز.. مستاءة
وكان محمد الجمالي، رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز العصرية (غير المدعّمة)، أعلن في تصريح إعلامي سابق، إنّ نسبة المخابز التي أغلقت أبوابها، بلغت 30% في ظلّ “صعوبات في التزوّد بالمادتين الأوليتين لصناعة الخبز وهما الفارينة والسميد”، وفق قوله.
وأضاف الجمالي: أنّ “80% من حاجيات القمح في تونس يتمّ استيرادها من أوكرانيا، وأمام الحرب الدائرة، والوضع العالمي المعقّد، وظاهرة انتشار الجفاف، كل ذلك يجعل تونس تمرّ بأوضاع خطرة للغاية في علاقة بمادة الخبز”، والمواد الغذائية الأساسية بشكل عام..
وحذّر خبراء اقتصاديون من تواصل أزمة غياب مادتي السميد والفارينة، المخصصتين لصناعة الخبز، أبرز ما يقتاته التونسيون، منبهين إلى خطورة ذلك على السلم الاجتماعي، وعلى الجانب الاقتصادي، وصورة البلاد السياحية.
ماذا قالت صحيفة “لوبوان” ؟
وكانت صحيفة “لوبوان” الفرنسية، قالت في تقرير سابق، “إنّ تونس لن يكون لديها قمح ولا شعير دون المساعدات الدولية، بل إنّ استقرارها السياسي والنموذج الاقتصادي فيها، أصبحا على المحك”.
وأضافت بأنّ “الخبز هو المقياس والخط الأحمر، الذي يجب ألّا يتخطاه أيّ نظام”.