لهذه الأسباب تدفع واشنطن والأمم المتحدة إلى إنجاح الانتخابات في ليبيا
واشنطن ــ الرأي الجديد (تقرير)
كشفت إحدى الصحف الأمريكية واسعة الانتشار، أنّ الأمم المتّحدة تدفع إلى إجراء انتخابات جديدة في ليبيا..
وأشارت صحيفة “المونيتور” الأمريكية، إلى أنّ ليبيا، دولة أخرى على أعتاب أوروبا حيث تسعى روسيا إلى نفوذ أكبر.
وقال تقرير “المونيتور”، أنّه بعد أكثر من عقد من الانتفاضة التي أطاحت بالدكتاتور القديم معمّر القذافي، ما تزال الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، غارقة في الفوضى السياسية مع معسكرين، كلّ منهما مدعوم من قبل قوى أجنبية، يتنافسان على السيطرة.
وكان مبعوث الأمم المتّحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، أعلن بداية الأسبوع الجاري، أنّه سيعمل على “تشكيل لجنة توجيه رفيعة المستوى من أصحاب المصلحة الليبيين المعنيين، والتي ستنتج خارطة طريق للانتخابات الرئاسية والتشريعية بحلول نهاية عام 2023”..
انهيار العملية الانتخابية
وانهارت العملية الانتخابية في ليبيا، والتي كان من المقرّر إجراؤها في ديسمبر 2021، وسط خلافات حول الأساس الدستوري وترشّح العسكريين، إذ كان من بين المرشّحين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أحد المتعاونين السابقين مع وكالة المخابرات المركزية، والذي تحوّل إلى أمير حرب في شرق ليبيا، إضافة إلى سيف الإسلام القذافي نجل الديكتاتور المخلوع المدعوم من روسيا.
ومع تعثّر الانتخابات، وجدت ليبيا نفسها برئيسين للوزراء – عبد الحميد دبيبة، الذي تمّ تنصيبه على رأس الحكومة المؤقّتة المدعومة من الأمم المتحدة، وفتحي باشاغا الذي تمّ تعيينه من قبل البرلمان الشرقي الذي يدعمه حفتر.
وتهدف الانتخابات المقترحة في عام 2023، إلى توحيد ليبيا تحت سلطة تنفيذية واحدة.. ويقول العديد من مراقبي ليبيا والمسؤولين الأجانب، إنّ خطّة باتيلي هي بداية جيّدة لكنّها تفتقر إلى التفاصيل، إذ لم يكشف المسؤول الأممي، عن كيفية اختيار أعضاء اللجنة التوجيهية، وما إذا كان بإمكانهم تحقيق توافق سياسي في غضون 10 أشهر فقط.
وأوضح تقرير الصحيفة، أنّ الولايات المتحدة تؤكّد إنّها “ملتزمة 100٪” بمساعدة باثيلي، في إنجاح خطّته الجديدة، وإرساء انتخابات تقطع مع مرحلة الانتقال السياسي في ليبيا.
الاستقرار في ليبيا وتداعياته
وأشارت “مونيتور”، إلى أنّ ليبيا قد لا تكون من أولويات السياسة الخارجية، لكن إدارة بايدن تدرك أن المزيد من عدم الاستقرار في أكثر الدول الإفريقية الغنية بالنفط، يمكن أن يقوّض جهود مكافحة الإرهاب العالمية، ويرسل تدفّقات جديدة من الهجرة إلى أوروبا، ويوسّع مجال نفوذ روسيا في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسّط.
في الأسبوع الماضي استضافت واشنطن بعثة باثيلي وكبار المسؤولين من مصر، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، قطر، تركيا، الإمارات العربية المتّحدة، والمملكة المتحدة لمناقشة الانتخابات الليبية المتعثّرة.
كما يزور المسؤولون الأمريكيون الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بوتيرة أكبر، وتدرس واشنطن إعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس التي أغلقت بعد عامين من الهجوم المميت عام 2012 على البعثة الأمريكية في بنغازي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير أنّ الإدارة الأمريكية “تتطلّع داخليًا وعلى النحو المناسب للتشاور مع الكونغرس حول الخطوات في هذا الاتّجاه”، مضيفا أنّ سفر المسؤولين إلى ليبيا سيكون أكثر انتظاما في الفترة القادمة عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، أدّى زيارة مفاجئة إلى ليبيا في جانفي، خصّصها لمناقشة دور الشركة العسكرية الروسية الخاصّة فاغنر في إرباك المشهد الليبي وتعطيلها عملية إعادة البناء والاستقرار.