بعد التراجع الفرنسي… إيطاليا تزيح الصين من الجزائر.. فما ترى بيكين تفعل ؟؟
الجزائر ــ الرأي الجديد
فجّر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون مفاجأة لم تتوقف عندها الكثير من وسائل الإعلام، عندما أعلن أن المبادلات التجارية بين الجزائر وإيطاليا، ارتفعت من 8 إلى 16 مليار دولار ما بين 2021 و2022.
ولا تكمن أهمية الرقم فقط في تضاعف المبادلات التجارية بين البلدين، بل الأهم من ذلك أن روما أزاحت الصين من صدارة أكبر شركاء الجزائر التجاريين.
فمنذ 2013، لم تتمكن أي دولة من التفوق على الصين من حيث حجم المبادلات التجارية التي تجاوزت في السنوات الأخيرة 9 مليارات دولار، معظمها صادرات صينية.
ولم تعلن بعد الأرقام الرسمية لحجم المبادلات التجارية بين الجزائر والصين في 2022، إلا أنه من المستبعد أن تكون تجاوزت حجم المبادلات الجزائرية الإيطالية.
فسياسة الجزائر في عهد تبون تسعى لتقليص فاتورة الواردات وزيادة الصادرات، ما لا يخدم ارتفاع المبادلات مع الصين، التي تعتبر أكبر ممون لسوق الجزائر بنحو 8 مليارات دولار، مقابل نحو مليار دولار صادرات جزائرية للصين.
في حين تُعتبر إيطاليا الزبون الأول للغاز الجزائري، ومع تضاعف أسعار الغاز عالميا في 2022، وزيادة الجزائر للكميات المصدرة لإيطاليا من 21 إلى 24 مليار متر مكعب في العام المنصرم، تحققت هذه القفزة في المبادلات التجارية مدفوعة بارتفاع قياسي للصادرات الجزائرية نحو إيطاليا.
الشريك الأول للجزائر
ومع اتفاق البلدين على زيادة حجم صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا لتبلغ 28 مليار متر مكعب سنويا في 2024، فإن روما ستكرس نفسها شريكا أولا للجزائر، مبتعدة بمليارات الدولارات عن الصين.
وبعد اكتمال إنجاز أنبوب “غالسي” لنقل الغاز الطبيعي بين البلدين، وأيضا الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء والخضراء، بالتوازي مع إنشاء خط لتصدير الكهرباء من الجزائر إلى إيطاليا، وأيضا فتح مصنع فيات الإيطالي بالجزائر في مارس المقبل، فإن حجم المبادلات بين البلدين ستصل إلى سقف من الصعب على الصين تجاوزه.
فالنموذج الصيني يعتمد على كثافة التصدير للسوق الجزائرية، لكنه ليس زبونا كبيرا للمحروقات الجزائرية (نفط وغاز)، التي تمثل نحو 88 بالمائة من الصادرات الجزائرية، ما يجعل من الصعب على الصين منافسة إيطاليا على صدارة شركاء الجزائر التجاريين.
ومع ذلك تبقى الصين الممون الأول للجزائر، بينما إيطاليا الزبون الأول للجزائر.
ومن المستبعد أن ترمي بكين المنديل بسهولة أمام روما، خاصة وأنها تربطها بالجزائر اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، وتستثمر مليارات دولارات في قطاعات مختلفة على غرار المناجم، وبالأخص استخراج ومعالجة الفوسفات والحديد الخام، وكذلك قطاع تصنيع السيارات، ما سيشعل المنافسة بين البلدين.