في ذكرى مارتن لوثر كينغ.. بايدن يقول: حُلمه في دحر العنصرية لم يتحقق بعد
واشنطن ــ الرأي الجديد
تحيي الولايات المتحدة، ذكرى أيقونة الحقوق المدنية، “مارتن لوثر كينغ جونيور”، الذي ساهم في تغيير وجه أمريكا، واشتهر بحملاته ونضاله لإنهاء التمييز العنصري، وتحقيق المساواة للأمريكيين من أصل أفريقي، الذين تعرضوا للظلم لأنهم كانوا يكافحون للعيش بكرامة، من خلال الاحتجاجات السلمية.
لعب كينغ دورًا رئيسيًا في حركة الحقوق المدنية الأمريكية من منتصف الخمسينيات حتى اغتياله في عام 1968. وكان لديه حُلم بأنه في يوم من الأيام، سيعيش أطفاله الأربعة في بلد لا يكون فيه الحكم على الناس وفقًا لألوان جلودهم، وإنما بما تنطوي عليه أخلاقهم.
يوم مارتن لوثر كينغ
في عام 1994 حدد الكونغرس الاحتفال بيوم الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور ليكون يوم الاثنين الثالث من شهر يناير كل عام، وهو نفس يوم ولادته.
ولم يكن الطريق لإعلان هذا اليوم عطلة رسمية سهلًا، حيث استغرق الأمر 15 عامًا بعد وفاته حتى وقع الرئيس رونالد ريغان المقترح ليصبح قانونًا في عام 1983.
ووفقًا لموقع “نيويورك نيوز”، فإن يوم مارتن لوثر كينغ، هو يوم احتفال سنوي وأحد الأعياد الفيدرالية ويوم عطلة عامة في الولايات المتحدة، وفي هذا اليوم يتم دعوة الأمريكيين من جميع الأطياف والشرائح للاحتفال بحياة وإنجازات مارتن لوثر كينغ، وأن يتطوعوا بوقتهم ومجهودهم للمساعدة في تحقيق رؤيا كينغ بقيام “مجتمع المحبين”.
بايدن: حلو مارتن كينغ لم يتحقق
واحتفل الرئيس جو بايدن بهذه المناسبة، بإلقاء كلمة داخل كنيسة “إبنيزر المعمدانية” في أتلانتا بولاية جورجيا، والتي كان مارتن لوثر كينغ يترأس الصلاة فيها.
وقال بايدن، الذي أصبح أول رئيس يلقي كلمة خلال قداس في هذه الكنيسة: “لقد ألقيت خطابات أمام برلمانات وملوك وملكات وقادة من جميع أنحاء العالم، لكنني هنا أشعر برهبة”.
وأكد الرئيس، خلال كلمته، أن حلم مارتن لوثر كينغ بتحقيق المساواة والعدالة “لم يتحقق بعد”، مجددًا دعوته إلى النضال من أجل “روح الأمة” في الولايات المتحدة.
إحدى المقولات المهمة لمارتن لوثر كينغ
وتطرق بايدن إلى خطاب “لديّ حلم” الشهير الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ، قائلًا: “تبقى مهمة زمننا أن نجعل من هذا الحلم حقيقة، لأنه لم يتحقق بعد”.
وذكر بايدن أنه وضع في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض تمثالًا نصفيًا لمارتن لوثر كينغ، الذي يشكّل رمزًا للنضال من أجل الحقوق المدنية ومحاربة التمييز العنصري، والذي اغتيل في ممفيس عام 1968.
وقال، مرددًا إحدى العبارات المفضّلة لدى كينغ، “إن المعركة من أجل روح أمريكا لا تنتهي.. إنها “نضال دائم للدفاع عن هذا الاقتناع الراسخ بأننا خُلقنا متساوين”.
وأقرّ بايدن بأنه لا يزال هناك “الكثير من العمل في سبيل العدالة الاقتصادية والحقوق المدنية وحق التصويت”.
إعلان البيت الأبيض
وبهذه المناسبة أيضًا أصدر البيت الأبيض بيانًا أكد فيه أن الولايات المتحدة تكرّم اليوم القس الدكتور مارتن لوثر كينج الابن، من خلال مواصلة عمله الذي لم يكتمل من أجل تخليص روح أمريكا من العنصرية.
وأشار البيان إلى أن الدكتور كينغ بلغ سن الرشد في وقت كان فيه التمييز العنصري هو القانون الذي يحكم البلاد. وتعرّض الأمريكيون السود للسجن لمجرد دخولهم الأماكن العامة مثل الحدائق ودورات المياه والمطاعم والفنادق. وتم حرمانهم من حقوق التصويت بسبب القواعد المعقدة والشاقة والتمييزية. وإذا حاولوا التسجيل للتصويت كان يتم طردهم من وظائفهم، أو يواجهون أحداث عنف تمارس ضدهم.
وتابع البيان: “تخيل الدكتور كينغ مستقبلًا مختلفًا لأمريكا – أمريكا التي سماها (مجتمع المحبين)، ورأى أن بناء هذا المجتمع يتطلب تحولًا رئيسيًا في فهم الإنسان، والنظر إلى ما وراء اختلافاتنا، وإيجاد طريقة للتعامل مع مظالمنا دون عداء، طريقة تعترف بالترابط بين البشرية جمعاء وتسمح لنا بالمضي قدمًا معًا”.
واختتم البيان قائلًا: “آن الأوان لكي نسأل أنفسنا: أي نوع من البلاد نريد أن نكون؟ هل سنحترم إرث الدكتور كينغ من خلال النهوض معًا، في تجربة مدعومة بنجاحات بعضنا البعض، وتثريها اختلافاتنا وتكاملنا وتعاطفنا مع بعضنا البعض؟، هذا الأمر سيتطلب رعاية مستمرة لديمقراطيتنا..