ألفاظ سوقية عنصرية تنال من اللاعبين الأفارقة في المنتخب الفرنسي… ودعوات لترحيلهم إلى بلدانهم..
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
كشفت الجماهير والرأي العام في فرنسا، عن وجه موغل في العنصرية، التي تتحرك بسرعة كلما كان المستهدف من العرب أو إفريقيا.
وبعد خسارة فرنسا كأس العالم، أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، هيمن على شبكات التواصل الاجتماعي، كمّ هائل من الكراهية والعنصرية، صدر بعضها من لاعبين فرنسيين، وجاء البعض الآخر من أفواه الجماهير، التي صبّت جامّ غضبها على اللاعبين الأفارقة، وخصوصا مبابي وكوامي وتشاوميني..
فبمجرّد نهاية المونديال انهال البعض نقدا لاذعا، على لاعبين أضاعوا ركلات الجزاء، وآخر أهدر فرصة في نهاية المباراة.
وتمحورت الشتائم العنصرية، في عدّة أوصاف، بينها القردة، إلى جانب المطالبة برحيلهم عن فرنسا، وعودتهم إلى بلدانهم في إفريقيا جنوب الصحراء.. وغيرها.
وتلقى المهاجم كولو مواني، ومتوسّط الميدان، أورليان تشاوميني وكومان، رسائل شتم عنصرية من جماهير المنتخب الفرنسي، التي حمّلتهم مسؤولية خسارة اللقب.
واضطر اللاعبون الأفارقة في المنتخب الفرنسي، إلى غلق إمكانية التعليق على منشوراتهم على إنستغرام، بغاية إيقاف نزيف الشتائم، التي نالت من كرامتهم وانتماءهم الجغرافي، وعلاقتهم ببلدانهم الأصلية..
وليست المرّة الأولى التي يذهب فيها لاعبو فرنسا، ذوو الأصول الإفريقية، ضحية الهجمات العنصرية، حيث سبق أن عانى كيليان مبابي من الأمر ذاته في بطولة اليورو عام 2021 بعد إهداره ركلة جزاء.
في الأثناء، تعهّدت الجامعة الفرنسية لكرة القدم بتتبّع العنصريين جزائيا، عبر رصد التعاليق والتغريدات والرسائل الإلكترونية التي تتضمّن شتائم عنصرية.
يذكر، أنّ منتخب فرنسا، يتضمن 90% من اللاعبين من ذوي الأصول الإفريقية، مزدوجي الجنسية، ولدوا في فرنسا أو هاجروا إليها صغارًا.
ويقدّر الملاحظون، أن تكون مساهمة الفرنسيين من أصول إفريقية، في صنع مجد الكرة الفرنسية، كبيرة جدا، بداية من الشهير الأسمر “تيغانا” في الثمانينات، مرورا بالجزائري الأصل “زيدان”، وصولا إلى الغيني “بوغبا” والكاميروني الجزائري “كيليان مبابي” وغيرهم.