لماذا رفضت تركيا رسالة التعزية الأمريكية؟
إسطنبول ــ الرأي الجديد
رفضت تركيا بقوة التعزية التي تقدمت بها السفارة الأميركية بأنقرة للسلطات التركية.
وذكرت معلومات نشرتها الصحف التركية أمس، إن وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، خصصت لها أموال من الميزانية الأمريكية، وقدمت لها مساعدات بقيمة ملياري دولار، وزودت بآلاف الشحنات من الأسلحة.
المرآة على وجوه الأمريكان
ولفتت إلى أن “الإرهابيين الذين نشأوا تحت علم حليفتنا (الولايات المتحدة)، نفذوا التفجير في إسطنبول، وسعت الولايات المتحدة إلى جعل الناس ينسون مسؤوليتها عما حصل، ولكن وزير الداخلية وضع المرآة على وجوههم”.
وأوضحت أنه بعد الهجوم الذي نفذ على مقر الشرطة في مرسين في سبتمبر الماضي، طلبت الولايات المتحدة الأرقام التسلسلية للأسلحة المستخدمة في الهجوم لتحديد ما إذا كانت الأسلحة التي تقدمها للمنظمة استخدمت فيه أم لا، وجاء منفذ هجوم مرسين، من منطقة منبج في الشمال السوري.
ووفق هذه المعطيات، فإنّ “الإرهابيين الذين تقوم الولايات المتحدة بحمايتهم في سوريا، نفذوا الهجوم على مقر الشرطة في مرسين، ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة، وكادوا أن يرتكبوا مجزرة إذا نجح الهجوم”.
الصحف التركية، نقلا عن مسؤولين، أن الولايات المتحدة، وعبر منظمة العمال الكردستاني، بدأت حملتها ضد الانتخابات التركية، فيما اعتبرت صحيفة “صباح”، إن “المنظمة الإرهابية، تعدّ الطفل المدلل للغرب، والتي تكاد تنتهي بفضل العمليات التركية ضدها، تحاول يائسة النهوض من جديد”.
رسائل الولايات المتحدة
وتابعت بأن السفارة الأمريكية أرسلت رسالة تعزية، ولكن “لم ننس أن الولايات المتحدة التي حاولت أن تسخر من ذاكرتنا، أرسلت مؤخرا وفدا برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش إلى فرحات شاهين (مظلوم عبدي) زعيم وحدات حماية الشعب الكردية”.
وأضافت: “لم ننس أن السفارة الأمريكية نشرت رسالة تعزية لمقتل إرهابي من وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لمنظمة العمال الكردستاني، وأرسلت مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” لتقديم التعزية”.
ويرى مراقبون، أن الهجوم جاء في الوقت الذي تخوض فيه تركيا حراكا دبلوماسيا بشأن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص، والدور الذي تلعبه في أزمة الغذاء والطاقة الناجمة عن الحرب الأوكرانية، ومساعيها للحفاظ على مسار السياحة مع دخول فصل الشتاء، وقبيل أشهر من الانتخابات.