لأوّل مرة: إبنة صالح عطية ذات الـ 17 عاما تكتب ما لم يكتبه أحد منذ إعتقال والدها !!!
تونس ــ الرأي الجديد
تحدّثت سليمة عطية، إبنة الإعلامي المعتقل صالح عطية، لأوّل مرة منذ إحتجاز والدها.
وكتبت سليمة عطية، “ما لم يقدر على كتابته أحد منذ أن إعتقل صالح عطية”.
وربما تكون “هذه الفتاة الصغيرة، ذات الـ 17 عاما قدّ لقّنت الكثيرين درسا لن ينسوه طوال حياتهم”.
يذكر أن صالح عطية “محتجز”، في سجن المرناقية، لليوم الـ 49 على التوالي.
ويخوض صالح عطية، إضراب جوع، لليوم الـ 9 على التوالي.
وفيما يلي نصّ التدوينة الصادمة:
إلى أبي الغالي..
بدأت القصة يوم ١٢ جوان، يوم جاأنا خبر اعتقاله و بدأت الفاجعة بعد التصريح الذي أدلى به، تحت عنوان حرية الرأي و التعبير، حرية الصحفي، و تحت حماية المرسوم ١١٥، طمأنونا انه لن يبقى كثيرا، فاختطفته قضبان
السجن، ظلما، ثم أصبح لكل اسبوع قفة يبدأ روتينها منذ الصباح الباكر و قبلها بيوم و زيارة لا تدوم اكثر من ١٠ دقائق
ثم انتظرنا الإفراج عنه يوم عيد الأضحى و ظننا اننا سنفرح عن جدارة، و صدمنا
ثم إن كل المؤشرات يوم (٢٦ جويلية) و كل نبض في قلبي و جميع احاسيسي انبأتني بأن اليوم ابي سيعود معي، بل و بعد كل ما قدمه جميع المحامين، فقد تأكدت من ذلك
و سمعت انه اطلق سراحه مع الساعة ٣ ٣٦، لا تفاجأ اكثر بأن بعض المواقع الإخبارية تعلم بتأجيل النظر في قضيته الي يوم ١٦ ااوت، حتى قبل علم عائلته، فيالها من دوله، و يالهم من حكام، و كأن ما يحدث في هذه البلاد المسكينة ليس واقعا بل هو حكاية تروى، لأنني و بالتأكيد لم أرى مثل هذه المماطلة، الدرامية الا في الكتب، ثم ماذا سيحدث للبطل؟، ايها الراوي،.. عفوا ايها القاضي او ايها الحاكم، لأنني لا أظن أن بين كل منكما فرقا، فأصبح واضحا وضوح الشمس ان ما يحدث ليست الا أوامر تنفذ، شماتة، أو تخويفا، أو تطويلا، أو غيرها من هذه السيناريوهات المعهودة في الأفلام، و اعيد السؤال، ماذا سيحدث للبطل؟لانه مع العلم قد كان دخل في اضراب جوع منذ اكثر من اسبوع، فكما تعلمون من سلب حريته، و حرية رأيه، لم يسلب جسده، و هو كل ما لديه للدفاع عن نفسه، نعم مثلت هذه الحادثة بالقصة، و لو كانت قصة حقا، كنت قد استمتعت بقرائتها، عالمة ان البطل سينجو مهما اشتدت الصعاب، و مهما كثرت الظغوطات ، و مهما تأجلت القضية، اطلب من ﷲ سبحانه و تعالى فقط أن يصبرنا، و قد شبهت ابي بالبطل، لأنه و بالفعل بطل، عاش كريما و ذو قدر عال، و دخل السجن ظلما و هو رافع رأسه، و سيخرج منه و هو كذلك بإذن ﷲ، هذا البطل اليوم يتعرض لعدة الظغوطات، و الكثير من الناس ظنوا، ربما انه اجرم، و استغلوا غيابه هذه الفترة، ليضيفوا على هذه الضغوطات شيئا من لمساتهم، نعم هكذا هي بالظبط الروايات التراجيدية، و لكن الحمد لله على ما يحدث، لأن ﷲ ما ابتلى عبدا الا احبه فالحمد لله آلاف المرات
ثم “سيدي” الحاكم الظالم، كيف هو حال كرسيك الذي استهوى عقلك و حب المنصب الذي اختطف قلبك، لاا تخف، لن يخطفه منك احد، نعم، لأن ﷲ سبحانه و تعالى يقول بسم ﷲ الرحمان الرحيم “ﷲ يستهزئ بهم و يمدهم في طغيانهم يعمهون” كما قال تعالى بسم ﷲ الرحمان الرحيم ” الا انهم المفسدون و لكن لا يشعرون”، ثم اني اوكل أمري و امر ابي و عائلتي الا الى ﷲ ليدبر امرنا و يفرج كربنا و يزيل عنا همومنا، فلا عقلي مازال في رشده و لا أفهم احاسيسي و لا استطيع ان افهم ماا يحدث؟؟ أقف مكتوفة الايدي و لكني لست بلا لسان، فلساني ينطق وحده و يدعو ﷲ يوميا، اما عن دموعي، فقد باتت أنيسة وحدتي كل ليلة قبل النوم.. تعبر عن مشاعر الكتمان في ذاتي، لتحكي ما في نفسي من كلمات و اوجاع و مشاعر مضطربة ثم لا اشعر بنفسي الا صحوت غدا في نفس الفكرة العالقة في رأسي، مثل دائرة فارغة، أو دوامة لا مخرج منها، باتت الأحلام كثيرة، كاان خبر اطلااق سرااحه زائفاا، أفلا يمكن أن يكون خبر ابقاائه هو الخبر الزائف، ثم انني اتمنى ان يكون كل هذاا حلما، أو انني في غيبوبة و تراكمت على الأحداث فأصبحت لا افرق بين صحيحها و خاطئها…
و اللهم اني وكلت أمري و امر ابي و عائلتي لك فأنت اعلم بما هو خير لنا…
#سيب_صالح_عطية
#سيب_صالح
#كلنا_صالح