صالح عطية “يصارع” بمفرده حتى من داخل سجنه !!!
تونس ــ الرأي الجديد / بقلم ـ سندس عطية
وأخيرا أغلقنا الـ 40 يوم ظلما، لصحفي محتجز في سجن المرناقية، بسبب تصريح إعلامي.
صالح عطية، قرّر أن يدخل في صراع بمفرده، داخل السجن، دفاعا عن حرية الصحافة والإعلام.
كان بإمكان صالح عطية، الكشف عن مصادر معلوماته للقضاء العسكري، والخروج من هذه القضية الكيدية بأخفّ الأضرار، لكنّ صالح عطية قرّر النضال في سبيل مهنته ووطنه كعادته، والطبيعي في عطية أن “الشيء من مأتاه لا يستغرب”.
فقد رفض صالح عطية، المثول أمام القضاء العسكري وتمسّك بالمرسوم 115 التابع لحرية الصحافة.
صالح عطية، ضحّى بنفسه وعائلته وحريته، في سبيل مهنته التي يمارسها منذ أكثر من 35 عاما.
صالح عطية قدّم نفسه لسجّانه وهو يقول له في قرارة نفسه: “أنا لست مجرما … أنا لست بسارق … أنا لست بناهبا لأموال الشعب … أنا لم أكذب يوما على هذا الشعب العظيم … أنا دافعت عنك وعنّي وعن وطني … لا بأس يا سجّاني خذني إلى غرفتي المظلمة … إسلب مني حريتي … فأنت تعلم وأنا أعلم والعالم بأكمله على علم بأني لا أستحق أن أكون في هذا المكان … أجبني ياسجاني أوليس كلامي صحيحا … هل هكذا تكرمني دولتي التي أحببتها وناضلت لأجلها ودافعت عنها وضحّيت لأجلها وفديتها بلحمي ودمي … لماذا يا سجّاني هذه الدولة في كلّ مرة تدير ظهرها لي … أرجوك أجبني”….
ولا جواب طبعا من أيّ كان لا من السجّان ولا من الرئيس الذي يدّعي أنه لا مساس بالحقوق والحريات، ولا من المنظمات والجمعيات التي تدّعي أنها حقوقية.
وما يعلمه الكثيرون الذين قرّروا الصمت، وكما تعرفون أن “الساكت عن الحقّ شيطان أخرس”، أن هذه القضية سياسية بإمتياز وبفعل فاعل، وأن صالح عطية يتعرّض إلى مظلمة تاريخية، لم نشاهدها سابقا، ولا أعتقد أننا سنشاهدها مستقبلا، لكنّ التاريخ والعالم سجّل هذه المظلمة غصبا عن أنوف الجميع…
فلتعلموا أن الدور سيأتيكم عاجلا غير آجل … ولا أسف عليكم ولا هم يحزنون يا من تدّعون أنكم من أهل القطاع…
هذا القطاع لا ينتمي لكم ولا تنتمون إليه … أنتم “خونة و عملاء” وسينتقم منكم الله في أقرب الآجال وستندمون …