2.اعلامأهم الأحداثالمشهد السياسيبانوراماوطنية
عضو هيئة الدفاع عن الإعلامي المعتقل صالح عطية: كمحامية تونسيّة “منكوبة” هذا ما أطلبه منكم !
تونس ــ الرأي الجديد
تحدّثت المحامية الأستاذة إسلام حمزة، عضو هيئة الدفاع عن الإعلامي المحتجز صالح عطية، عن جلسة الإستنطاق المقررة غدا الخميس، أمام قاضي التحقيق العسكري، الذي سيمثل أمامه صالح عطية مجدّدا.
ونشرت إسلام حمزة، تدوينة على حسابها بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، طالبت فيها بما يلي:
مُحامية من تونس المحروسة..
دولة ما شاء اللّه ما شاء اللّه.. و “الشايلله” سيدي محرز..
غدًا يمثل الصُّحفي صالح عطيّة للإستنطاق من جديد أمام حاكم التّحقيق العسكري.. عادة يُعِدّ المحامي مرافعته مُسبقا فيُراجع المجلّات و النّصوص القانونيّة و فقه القضاء الوطني و المُقارن و الكتابات التي تناولت بالبحث موضوع دعواه.. إلخ.. حتّى يكون جاهزا للدّفاع عن مُنوبّه على أكمل وجه..
لكن منذ سنة.. و أخصّ بالذكر المُحاكمات العسكريّة.. و المحامين يجريو.. بين سماعات.. استنطاقات.. و جلسات.. هذا وقفوفه.. هذا خطفوه.. هذا سراح.. ثم ايداع.. الحمد للّه سراااح.. لا حول اللّه ايداااع من جديد.. و كأنّنا أصبحنا نُشارك في مسرحيّة الإنقلاب الوضيعة.. نُزيّنها.. نـُضفي عليها أحيانا بعض الشرعيّة و المصداقيّة الوهميّة.. و أحيانا أخرى بعض التّشويق المُزوّر..
لا أخفيكم.. صرت اليوم عندما يتملّكني و يخنقني إحساس العجز.. أشعر أنّي شخصيّة نضاليّة كرتونيّة.. أقصى انجازاتها أو نجاحاتها الإحتفاء بعد كل حدث عبر تدوينة أو صورة.. أتلقّى من خلالها قدرا من التّمجيد و التّوصيفات البطولية الكاذبة فأشعر بلذّة الإنجاز و الإعتراف الموهوم.. و أُواصل لعب نفس دور كومبرس من جديد..
الواحد غرق في موجة من الزّيف و النّفاق.. أمّا الكفاءة الصناعيّة للمحامي.. و حق الدّفاع.. و مبدأ المواجهة.. و إحترام الاجراءات.. وتطبيق القانون.. و مقوّمات المُحاكمة العادلة.. و كلّ المبادئ التي درسناها يوماً.. فلا مكان لها للأسف.. فقط تنكيل بالمُعارضين.. تلفيق.. ظُلم.. و بُهتان.. و لا صوت يعلو فوق صوت التّعليمات.. حتّى أصبحنا في مُرافعاتنا لو تعلمون.. لا نُذّكر القاضي بالقانون و نطالبه بإحترامه.. إنّما ندعوه لتحكيم ضميره.. و نُذكرّه بالتّاريخ الذي لا يرحم و نقُصّ عليه قصص و عِبر و مصير من سبقوه.. و لا يفوت البعض منّا تذكيره بيوم الحساب.. و كيف سيمثل أمام ربّه و قد كان ظلّامًا للعباد.. نعم أصدقائي هذا ما أوصلتنا إليه المحاكمات الجائرة.. كيف سنمارس مهنتنا بمهنيّة و نحدّثهم عن القانون و إحترامه.. و هم يعلمون و نحن نعلم أنهم يعلمون أنه ظلم بواح و لا مكان للقانون و لا هم يحزنون..
لذلك.. و لكلّ هذه الأسباب أطلب منكم أصدقائي كمحامية تونسيّة منكوبة.. في بلد منكوب.. لا مكان فيه للقانون و الإنصاف.. التضرّع و الدّعاء للصّحفي صالح عطيّة في هذه اللّيلة من اللّيالي المُباركة لعلّ دعوة أحدكم تكون مُستجابة.. فيتمّ إطلاق سراحه غداً ليقضي العيد بين أبنائه..