بمناسبة انتهاء مهامه: لماذا استقبل السفير الأمريكي من نجلاء بودن ولم يستقبل من الرئيس سعيّد ؟؟
تونس ــ الرأي الجديد
نشرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية على صفحتها بلاغا أوضحت من خلاله أن السفير المنتهية مهامه الرسمية، دونالد بلوم، التقى بتاريخ أمس، الاثنين 04 أفريل 2022 رئيسة الحكومة نجلاء بودن بمناسبة انتهاء مهامه في تونس.
وعبّر السفير بلوم خلال الاجتماع، عن تشرفه بالعمل كسفير لبلاده بتونس طيلة السنوات الثلاث الماضية، معربا عن تقديره للترحيب الحار الذي لقيه من تونس حكومةً وشعباً.
وشدد السفير الأميركي، على متانة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتونس، المرتكزة على القيم المشتركة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وجدد السفير بلوم “دعم الولايات المتحدة لتطلعات الشعب التونسي إلى حكومة فعالة، ديمقراطية ومتجاوبة”.
لا وجود للرئيس سعيّد
وخلا بيان السفارة من أي ذكر لرئيس الجمهورية، قيس سعيّد، ولو على سبيل الإشارة، وهو ما يعدّ سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ من المعروف ــ وفقا للأعراف البروتوكولية الديبلوماسية ــ أن يؤدي السفير ــ أي سفير ــ زيارة انتهاء مهامه، إلى رئيس الجمهورية، مثلما يكون تقديم أوراق اعتماده عند التعيين إلى رئيس الجمهورية.
نص البلاغ الأميركي باللغتين العربية والأنجليزية
ويعكس هذا الأمر، موقفا أميركيا للسفير شخصيا، والإدارة الأميركية كذلك، من الرئاسة التونسية، بالنظر إلى مواقفها وسلوكها السياسي والدبلوماسي..
وكانت أنباء وقع تداولها قبل فترة، بأنّ السفير بلوم، التقى سابقا بوزير الخارجية، عثمان الجرندي، وأعرب عن غضبه إزاء كيفية التعاطي معه من قبل رئيس الجمهورية، قبل نحو 3 أشهر تقريبا.
موقف أميركي
وكان اللقاء الذي جمع بلوم بقيس سعيّد، على خلفية تحرك الكونغرس الأميركي، للمطالبة بتخفيض المساعدات الأمنية والعسكرية المخصصة لتونس، والانتقادات التي وجهها نواب بشدّة للرئيس التونسي، نتيجة ما أسموه بــ “الالتفاف على الديمقراطية”، وتجميد البرلمان، والنكوص على المؤسسات الديمقراطية المنتخبة، وهي الانتقادات التي دفعت الرئيس قيس سعيّد، إلى توخي أسلوب غاضب خلال مقابلته السفير الأميركي، وفقا لما كشفه الفيديو الذي بثته رئاسة الجمهورية أنذاك عل صفحتها على فيسبوك.
وإلى الآن، لم تقدّم رئاسة الجمهورية، ولا رئاسة الحكومة، توضيحا عن سبب عدم مقابلة الرئيس قيس سعيّد، السفير الأميركي، أمس، و”تحويل وجهته” نحو رئاسة الحكومة..
يذكر أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، استثنى تونس من زيارته الأخيرة إلى المغرب العربي، بسبب الموقف الأميركي من تراكم قرارات رئاسة الجمهورية، التي تعتبرها الإدارة الأميركية، مهددة للمسار الديمقراطي وللحريات العامة وحقوق الإنسان.