نظام “سويفت” العالمي: ما هو؟؟ من يديره؟؟ وكيف ستحرم روسيا من خدماته؟
واشنطن ــ الرأي الجديد (تقرير)
قررت الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية، استبعاد روسيا من “نظام سويفت”، في وقت تتحفظ فيه بعض الدول الأخرى، على حظر موسكو من هذا النظام.
وفقا لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، فقد تقرر في ساعة متأخرة من مساء أمس، حرمان روسيا من نظام سويفت.
وجاء هذا القرار، بعد أن خفف مسؤولون في ألمانيا وإيطاليا، من معارضتهم لإقصاء روسيا من شبكة المدفوعات الدولية الرئيسية في العالم.
وبحسب وكالة رويترز، فمن شأن هذه الخطوة، “أن تلحق الضرر بالتجارة الروسية، وتجعل من الصعب على الشركات الروسية، القيام بأعمال تجارية”.
ما هو نظام “سويفت” ؟؟
نظام سويفت، هو نظام مراسلة آمن، تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود، وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.
وكلمة سويفت “SWIFT” هي اختصار لـ “Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications” وتعني بالعربية “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”.
وأنشئ هذا النظام عام 1973، ومركز هذه الجمعية، بلجيكا، تحديدا في لاهولب، بالقرب من بروكسل.
ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة. وبحسب الجمعية الوطنية (“روس سويفت”)، فإن روسيا تعد ثاني أكبر بلد ضمن “سويفت” من حيث عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية. ووفق الجمعية، فإن هؤلاء الأعضاء يشكلون أكثر من نصف المؤسسات المالية في البلاد.
ويصل حجم التعاملات المالية المرتبطة بروسيا عبر “سويفت”، إلى مئات مليارات الدولارات سنويا، وفقا لـ “يورو نيوز”. وستفقد الشركات الروسية الدخول إلى المعاملات السلسة واللحظية التي يوفرها نظام سويفت. وستتأثر المدفوعات الخاصة بمنتجات روسيا المهمة في قطاع الطاقة والزراعة، سلبا بدرجة كبيرة للغاية.
استبعاد روسيا
ومن المتوقع، حال حظر روسيا من هذا النظام، أن تضطر البنوك الروسية إلى التعامل مباشرة مع بعضها البعض، ما يضيف التأخير والتكاليف الإضافية، ويؤدي في النهاية إلى قطع الإيرادات عن الحكومة الروسية.
وسيمثل حرمان روسيا من هذا النظام، تصعيدا إضافيا للعقوبات المنسقة التي فرضتها القوى الغربية على روسيا، والتي شملت عقوبات نادرة تستهدف بصفة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته، سيرغي لافروف.
وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، الجمعة، إن استبعاد روسيا من نظام سويفت، جزء من جولة أخرى من العقوبات.
وسيتسبب استبعاد روسيا من نظام سويفت، في “صداع” على المستوى العملي، خصوصا للدول الأوروبية المرتبطة مع موسكو بتبادلات تجارية مهمة، أبرزها الغاز الطبيعي الذي تعد روسيا أبرز مصادره لأوروبا.
قرار قديم
وسبق لدول غربية أن لوحت باستبعاد روسيا من “سويفت” في 2014 على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. إلا أن استبعاد بلد أساسي مثلا روسيا، بما تشكله من ثقل تجاري، قد يدفع موسكو إلى تطوير منظومة تحويلات خاصة بها، بالتعاون مع الصين.
وفي عام 2012، حظر المجتمع الدولي بالفعل بلدا من استخدام خدمة سويفت. وحرمت جمعية “سويفت” 30 مؤسسة إيرانية من خدماتها، بما في ذلك بنكها المركزي، لكن بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني في العام 2015 أعيد ربط طهران بالنظام، ثم انفصلت مرة أخرى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب في العام 2018.