الغزو الروسي لأوكرانيا سيغيّر وجه أوروبا إلى الأبد … وهذه “سيناريوهات” المواجهة !
لندن ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية + صحافة عالمية)
يقول كاتب المقال، المؤرخ البريطاني، تيموثي غارتون آش، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهديداته هذا الأسبوع غادر مجال الحسابات العقلانية، كما يفعل الدكتاتوريون المنعزلون، وأنه يهدّد أوروبا والغرب عموما بحرب نووية، متوقّعا أربعة سيناريوهات، سيقوم بها الغرب لمواجهة بوتين، التي ستستمر سنوات بل عقود من الزمن.
وذكر مقال نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية، أن تداعيات يوم 24 فيفري، الذي جرى فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا ستستغرق سنوات أو عقودا لتظهر بأكملها، وإنها ستغير وجه أوروبا إلى الأبد.
وأوضح كاتب المقال، أن ما جرى ليس هو الحرب العالمية الثالثة، لكنه أكثر خطورة بكثير من الغزوات السوفياتية للمجر في عام 1956 وتشيكوسلوفاكيا في عام 1968.
وأضاف الكاتب، أن الحروب الخمس في يوغسلافيا السابقة في التسعينيات كانت مروعة، لكن الأخطار الدولية الكبرى التي نشأت عنها لم تكن على النطاق الذي ستبلغه حرب روسيا على أوكرانيا اليوم، مشيرا إلى أنه قد تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.
وقال آش، إن بوتين بتهديداته هذا الأسبوع، غادر مجال الحسابات العقلانية كما يفعل الدكتاتوريون المنعزلون، وإنه يهدد أوروبا والغرب عموما بحرب نووية عندما هدد -في إعلانه للحرب صباح أمس، بأن أي شخص “يحاول الوقوف في طريقنا” سيواجه “عواقب لم يواجهها من قبل في تاريخه”.
* سيناريوهات متوقّعة من الغرب
وتوقّع المؤرخ البريطاني، أن تقوم أوروبا والغرب عموما بـ4 أشياء لمواجهة حرب روسيا على أوكرانيا، أولا: تأمين الدفاع عن كل شبر من أراضي حلف “الناتو” (NATO) -ولا سيما على حدوده الشرقية مع روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا- ضد جميع أشكال الهجمات المحتملة، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والهجينة، مضيفا أن التعهد الوارد في معاهدة الناتو -والذي ينص على مبدأ “الواحد للجميع، والجميع للواحد”- سيجد أخيرا طريقه للتطبيق، وسيكون أمن لندن مرتبطا بشكل وثيق بأمن أي مدينة في شرق أوروبا.
ثانيا: تقديم كل الدعم الذي يستطيع الغرب تقديمه للأوكرانيين، دون تجاوز الحد الذي يدفع الغرب إلى حرب مباشرة مع روسيا، وذلك مثل توفير الأسلحة والاتصالات وغيرها من المعدات للمقاومة الأوكرانية والإستعداد المستمر لمساعدة الذين سيهربون غربا.
ثالثا: توقع الكاتب أن تتجاوز العقوبات الغربية، التي ستفرض على روسيا ما تم إعداده بالفعل، مثل طرد الروس المرتبطين بأي طريقة بنظام بوتين.
وقال إن بوتي،ن إستعد بصندوق حربه الذي يزيد على 600 مليار دولار ويده على صنبور الغاز إلى أوروبا، لذلك ستستغرق العقوبات وقتا طويلا حتى يكون لها تأثيرها الكامل.
وفي النهاية، ربما يلتفت الروس أنفسهم ليقولوا “كفى، ليس باسمنا “، خاصة عندما تبدأ جثث الشبان الروس العودة إلى أهاليهم في أكياس، مشيرا إلى أن الروس سيكونون أول وآخر ضحايا بوتين.
وختم كاتب المقال، بأن الكفاح ضد روسيا سيستغرق سنوات طويلة أو عقودا، وعلى المدى القصير، فإن أوكرانيا ستشهد فترة قاتمة للغاية، مضيفا أن الغربيين نسوا في سنوات أوهام ما بعد الحرب الباردة أن دول أوروبا يجب أن تثبت نفسها على الخريطة الذهنية لأوروبا بالدم والعرق والدموع.