بن سلمان وثورته السعودية … تطلّعات جيل جديد أم “مغازلة” للغرب ؟
الرياض ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
نشرت الصحيفة العبرية “يديعوت أحرونوت”، مقالا، حول ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتناول المقال جملة الإصلاحات الأخيرة، التي أعلن عنها في الرياض.
وأشار المقال، إلى أن هدف بن سلمان من هذه الخطوات، هو تحطيم الجليد في العلاقات بينه وبين البيت الأبيض. فالرئيس بايدن يرفض الحديث معه، منذ تسلّم مهام منصبه.
ثورة في السعودية، مع وجه نحو الغرب: ولي العهد محمد بن سلمان فاجأ العالم أمس وأعلن عن سلسلة تغييرات دراماتيكية.
ويقدر المحللون، بأنها محاولة لكسر الجمود بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يرفض الحديث معه منذ دخل البيت الأبيض.
ما يخص للنساء يعتبره أحد التغييرات المهمة: “بن سلمان، الذي سمح للنساء قبل نحو سنتين بقيادة السيارات، أعلن بأنهن من الآن فصاعداً معفيات من واجب الخروج إلى الشارع بالعباءة (وهي عباءة طويلة تستهدف تشويش تقاسيم الجسد)، بالحجاب، أو النقاب – غطاء الوجه الذي لا يمكن أن يرى منه غير العينين. وقال إن “النساء وحدهن يقررن ما هو لباسهن، شريطة أن يكون محتشماً”.
نساء السعودية اللواتي يبنين مؤخراً موضة الحجاب المزين، سعيدات بالثورة: “قريباً سنتحرر من كل الحجب الزائدة”، قالت نادية محمد، طالبة هندسة معمارية في جامعة الرياض. ومع ذلك، لا تزال السعودية بعيدة عن أن تكون دولة نسوية. وإن من يقرر متى تتزوج المرأة وبمن، هو أبوها أو أخوها الكبير. كما أنهما يقرران من يرافقها إلى قضاء الوقت قبل زواجها.
إضعاف رجال الدين
إلى جانب ذلك، يضعف بن سلمان قوة رجال الدين، مثل تخفيض مستوى صوت الأذان في المساجد بالثلث، وتقليص أجر رجال الدين إلى النصف. د. أحمد شكري، المحاضر في جامعة جدة، يشرح فيقول: “يخفض بن سلمان عن قصد مكانة رجال الدين وممثلي الوهابيين، ويعزز قوة ومكانة الجيل الشاب التواق إلى التغيير والذي يشكل 40 في المئة من عموم السكان”. كما تمس هذه الخطوة بمئات الأمراء من الأسرة المالكة، إذ إن الكثيرين منهم من ذوي المكانة الدينية. وهم بالطبع مستاؤون لذلك.
وثمة خطوة مهمة أخرى تجاه الغرب: بن سلمان أمر بإخراج مضامين مناهضة للغرب ولاسامية من المناهج التعليمية.
والشؤون الداخلية: أعلن بن سلمان أنه يوم استقلال السعودية يحل في 22 فيفري، من الآن فصاعداً؛ التاريخ الذي صعد فيه جده إلى الحكم، بدلاً من 22 جويلية.
تغيير النشيد والعلم
إضافة إلى ذلك، صوت مجلس الحكم في الرياض مؤخراً، بالإجماع، على إمكانية تغيير العلم والنشيد القومي السعودي. ولم يتخذ بعد قرار نهائي. العلم الآن باللونين الأخضر والأحمر، وتكتب عليه آية من القرآن.
تتابع الإدارة الأمريكية باهتمام موجة الإصلاحات، ويقدر الخبراء بأن هدف بن سلمان هو تحطيم الجليد في العلاقات بينه وبين البيت الأبيض. فالرئيس بايدن يرفض الحديث معه منذ تسلم مهام منصبه كونه يعزو له قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.
مهما يكن من أمر، فإن بن سلمان (36 سنة) بات الرجل القوي في السعودية في السنوات الأخيرة. أبوه الملك ابن 86 حي، ولكنه مريض جداً. فهل ثورته الغربية حقيقية أم تصريحية فقط؟ الأيام ستقول.
المصدر: (يديعوت أحرونوت)