حالة استقطاب بين “الديمقراطيين” و”الجمهوريين” حول العلاقة مع إسرائيل
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
توقفت الأوساط السياسية الإسرائيلية مطولا عند زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تل أبيب، بعد أن اكتشف الإسرائيليون، أنّ هذه الزيارة أبرزت وجود تصدعات في الإدارة الأمريكية تجاهها.
وترى الأوساط الإسرائيلية، وجود حالة استقطاب في المنظومة السياسية الأمريكية في النظرة لإسرائيل، خاصة وأن جميع نواب الكونغرس الزائرين، كانوا فقط من الديمقراطيين، بعد أن كانت تحظى إسرائيل بدعم الحزبين معا، بعيدا عن خلافاتها الداخلية في الساحة الأمريكية.
الديمقراطيون دون الجمهوريين
ويضم الوفد أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي فقط، مع أنه عادة ما يكون تشكيل الوفد من الحزبين، لأن قيادة الكونغرس تحاول التأكد من أن الوفود، خاصة إذا كانت تزور إسرائيل، تخلق انطباعًا بالوحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وذكرت تال شنايدر في تقريرها على موقع “زمن إسرائيل”، أن “بيلوسي خلال زيارتها قالت كل الأشياء التي من المهم أن تسمعها إسرائيل، ومن أهمها الدعم الأمريكي لها، ولأمنها واستقرارها الإقليمي، من خلال إعلان التمويل الإضافي للقبة الحديدية، والموافقة عليه قريباً في مجلس الشيوخ، لكن اقتصار الزيارة على أعضاء الحزب الديمقراطي، يقدم رسائل معاكسة عن زيارات أمريكية سابقة كانت تتشكل من أعضاء يمثلون الحزبين الكبيرين: الديمقراطي والجمهوري”.
وتساءلت أنه “إذا كان كلام بيلوسي حقيقيا فعلا، فلماذا اقتصر وفدها على الديمقراطيين فقط، والأهم من ذلك لماذا لم تلتق بيلوسي مع زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين تننياهو، كما جرت العادة في زيارات سابقة، ولعل ذلك أحد الأسباب في عدم مصاحبة أعضاء جمهوريين معها في الزيارة، فليس خافيا حالة التوتر بين نتنياهو والديمقراطيين الأمريكيين..
دماء جديدة في علاقات البلدين
هناك تطور لا يخفيه الإسرائيليون يتعلق بأن بيلوسي، قد لا تكون سامحت نتنياهو بعد، أو أنها لا تنوي أن تسامحه، حين أصر على التحدث ضد الرئيس السابق باراك أوباما، في خطاب ألقاه أمام مجلسي النواب والشيوخ في عام 2015، في تحد سافر لكل الأعراف الدبلوماسية غير المعهودة، وشكلت منذ حينها حالة من القطيعة بين الديمقراطيين الأمريكيين وحزب الليكود عموما، ونتنياهو خصوصا.
الأكثر غرابة أن بيلوسي قررت الاجتماع مع عضو الكنيست، منصور عباس، رئيس القائمة الموحدة، بزعم أنه يجتذب الكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة، من معاهد البحوث، مرورا بقادة الرأي، ووصولا إلى القيادة الأمريكية.
لا شكّ أنّ دماء جديدة تجري في شرايين العلاقات الأميركية الإسرائيلية، قد تفصح الأشهر والأعوام المقبلة على تطورات مهمة بشأنها.