الاحتفاء الكبير بالسيسي في عاصمة الاتحاد الأوروبي.. رسالة للمعارضة التونسية
بروكسل ــ الرأي الجديد
رغم الانتقادات الأوروبية التي طالت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر، إلا أن الحفاوة التي قوبل بها في القمة الأفريقية الأوروبية التي تقام اليوم الخميس في العاصمة الأوروبية بروكسيل، أثار العديد من الانتقادات بشأن تناقض موقف الأوروبيين ما بين النقد تارة والاحتفاء أخرى.
وكشف الاحتفاء بالرئيس المصري من قبل الحكومة البلجيكية ومن زعماء أوروبيين، سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها دول الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن ملف حقوق الإنسان، لا يتعدى أن يكون ورقات ضغط، من أجل تحقيق مصالحهم وبلوغ أهدافهم.
ويعتبر مراقبون، أنّ ما يحصل مع السيسي، ينبغي أن يكون رسالة جلية وواضحة للمعارضة التونسية، التي تعوّل على الخارج، وخاصة الاتحاد الأوروبي، للضغط على الرئيس قيس سعيّد، بسبب ملفات سياسية وحقوقية، في الوقت الذي يعمل الأخير، على الاستحواذ والسيطرة على تجميع السلطات بالبلاد.
التناقض الأوروبي مع القضايا المبدئية
وكان السيسي التقى قادة وزعماء الدول الأعضاء بالاتحادين الأوروبي والأفريقي، في الدورة السادسة للقمة الأفريقية الأوروبية، في بروكسل يومي 17 و18 فيفري الجاري، حيث يشارك قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والـ 55 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي بالقمة، وبينهم السيسي.
ووسط احتفاء لافت، استقبل ملك بلجيكا لويس فيليب، السيسي، بالقصر الملكي البلجيكي، الأربعاء، كما التقى قائد الانقلاب رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دي كرو، وكذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بمقر المجلس في بروكسل.
وقبيل مشاركته قادة الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، والـ 55 الأعضاء بالاتحاد الأفريقي استقبل السيسي، الأربعاء، الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات البلجيكية، وهم “ديمي” لأعمال التكريك، و”ميناء أنتويرب”، و”فلوكسيس”، في مقر إقامته في بروكسل.
مشاركة السيسي، يومي الخميس والجمعة، بقمة الاتحادين الأفريقي والأوروبي، رغم ما يجري من انتقادات لنظامه في علاقة بملف حقوق الإنسان، فيما يوجد تناقض موقف الأوروبيين، ما بين النقد تارة، والاحتفاء أخرى، وعقد صفقات الأسلحة والاتفاقيات التجارية.
انتباه المعارضة التونسية
ودعا النواب الأوروبيون إلى اتخاذ “إجراءات حازمة” قبل دورة المجلس الأممي المقررة في مارس 2022، ووجهوا اللوم للمجتمع الدولي على صمته، تجاه أزمة حقوق الإنسان بمصر، واتهموه بـ”الفشل المستمر في اتخاذ أي إجراء هادف لمعالجة الأزمة”.
وبالتزامن مع زيارة السيسي لبروكسل، قالت منظمة العفو الدولية، إن على قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل، الضغط على السيسي لمعالجة أزمة حقوق الإنسان، “ووضع حد للاعتداء المستمر على المدافعين عن حقوق الإنسان”.
مكونات المعارضة التونسية، معنية بمسار السيسي، وعلاقته بالاتحاد الأوروبي، وكيفية تعاطي الأوروبيين مع الشأن التونسي..
ورغم اختلاف الوضعيات والظرفية والمسارات ودور المعارضة في كلا البلدين، فإنّ الانتباه إلى الأوروبيين وتلاعبهم بالملفات الوطنية، ضرورة نضالية، وحاجة سياسية، حتى لا تلدغ المعارضة من جحر الأوروبيين مرتين.