السودان: عبدالله حمدوك يستقيل… التظاهرات ضدّ الانقلاب مستمرة.. والبلاد في عزلة
الخرطوم (السودان) ــ الرأي الجديد
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الوجه المدني للمرحلة الانتقالية، استقالته مساء أمس، في نهاية يوم تجددت فيه التظاهرات والقمع الدامي.
في ظل انتشار شائعات وتقارير صحافية محلية حول عدم عمله من مكتبه لأيام عدة، أعلن حمدوك تنحيه، مبرزا في خطاب بثّه التلفزيون الحكومي، أنه حاول إيجاد توافقات لكنه فشل، مشيرا إلى أن البلاد تشهد “منعطفا خطيرا قد يهدد بقاءها”.
ولم يعرف الاقتصادي السابق في الأمم المتحدة، الذي نجح في شطب ديون السودان ورفع العقوبات ضدّه، لحظة راحة منذ انقلاب 25 أكتوبر.
فقد وضع حمدوك صبيحة الانقلاب في 25 أكتوبر قيد الإقامة الجبرية بقرار من شريكه الرئيسي، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأعلن البرهان يومها، تمديد ولايته على رأس البلاد لمدة عامين، قبل أن يعيد تنصيب عبد الله حمدوك في منصبه بعد شهر من ذلك، بعد استبدال العديد من المسؤولين لا سيما داخل مجلس السيادة، تحت ضغط الشارع السوداني والمحيط الدولي.
وبمجرد عودته إلى منصبه، أصبح حمدوك عدوا للمحتجين، الذين اعتبروه “خائنا” ساعد الجيش على “تسهيل عودة النظام القديم”.
وأعلن المحتجون أنهم لا يريدون شراكة ولا مفاوضات مع الجيش، الذي هيمن على الحكم طوال 65 عاما تقريبا منذ استقلال البلاد.
وتواصلت الاحتجاجات أمس، مع نزول آلاف السودانيين إلى الشوارع، ليجابهوا بقمع من قوات الأمن خلّف ثلاثة قتلى سقطوا بالرصاص أو جراء ضربات بالعصيّ، وفق لجنة الأطباء المركزية الداعمة للمتظاهرين.
وقتل منذ الانقلاب العسكري 57 متظاهرا وجُرح المئات.
وعُزلت الخرطوم عن ضواحيها منذ عدة أيام بواسطة حاويات وضعت في الجسور بين ضفتي النيل، فيما نشرت القوات المسلحة عربات مدرعة على المحاور الرئيسية، مسلحة بمدافع رشاشة ثقيلة لمراقبة المارة.
وعُطلت الإنترنت والاتصالات عبر الهواتف المحمولة منذ صباح أمس، ولم تستأنف حتى المساء.
وأعرب الأوروبيون بالفعل عن غضبهم، وكذلك الأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ويطالب الجميع على الدوام، بالعودة إلى الحوار كشرط مسبق لاستئناف المساعدات الدولية بعد الانقلاب في هذا البلد، وهو أحد أفقر دول العالم.