وفاة ديسموند توتو أيقونة جنوب إفريقيا… صاحب “الجملة الشهيرة” و”صوت المظلومين”
جنوب إفريقيا ــ الرأي الجديد
ودّعت دولة جنوب إفريقيا اليوم، كبير الأساقفة السابق، ديزموند توتو، الذي يوصف بالمناضل ضدّ الميز العنصري في جنوب إفريقيا.
وتوفي ديسموند توتو، عن سن تناهز 90 عامًا، وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا عن وفاة توتو.
وقال رامافوزا: “وفاة كبير الأساقفة الفخري ديسموند توتو هو فصل جديد من فصول حداد أمّتنا على جيل مذهل من أبناء البلد، الذين تركوا لنا جنوب إفريقيا محرّرة”.
وأضاف بيان الرئيس: “ديسموند توتو كان رجلا يتميّز بذكاء لافت، ونزاهة ولم تقو عليه قوّات الفصل العنصري… وكان على قدر كبير من الرقّة في تعاطفه مع الذين كابدوا القمع والظلم والعنف، في نظام الفصل العنصري، ومع المظلومين والظالمين على حد سواء في العالم أجمع”.
وحاز رمز الحرية في بلاده على جائزة نوبل للسلام سنة 1984، بفضل معارضته السلمية لنظام الفصل العنصري..
تاريخ من مناهضة الميز
ولد ديسموند توتو سنة 1931 في قرية يعمل أغلب سكانها في مناجم الذهب بإقليم ترانسفال.
التحق توتو بالكنيسة وتأثر برجال الدين البيض، وأصبح كاهنًا مختصا في علم النفس وعلم اللاهوت، ثم بات أول رئيس أسود للكنيسة الانجليكانية في بلاده عام 1975.
بدأ ديسموند توتو يرفع صوته ضد الظلم، وينادي بالإصلاح والتعايش والدفاع عن المظلومين، وناهض الممارسات التي انتهجها الحكّام البيض في قمع بني جلدته.
اعتبر فوزه بجائزة نوبل للسلام سنة 1984 صفعة لقادة بلاده، واعترافا من المجتمع الدولي بمكانته كرجل يريد الخير لشعبه، وكمناضل ضد الفصل العنصري من منطلق ديني لا سياسي.
الجملة الشهيرة لــ “توتو”
وقال توتو جملته الشهيرة: “نرفض أن نُعامل كممسحة أرجل تمسح بها الحكومة أحذيتها”.
خاطر الزعيم الإفريقي الراحل بحياته ولوحق واعتُقل ونادى بتسليط عقوبات ضد بلاده بسبب ممارسات عنصرية، ولقي دعمًا دوليًا واسعًا بعد أن أصبح رئيسا للأساقفة.
رحب ببعض إصلاحات حكومة بلاده، وخاصة بإطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا، عندها أحس أن جهوده في تخليص بلاده من الميز العنصري، بدأت تثمر.
وانتقد توتو من جهة أخرى، إسرائيل، ودافع عن الفلسطينيين، واعتبر أنهم مضطهدون على غرار السود في بلاده.
بعد مانديلا، يرحل توتو، تاركا فراغا في جنوب إفريقيا، من الناحية الرمزية، لكنّ هذه البلاد، معروفة بإنتاج المناضلين، وإبراز الرجال الذين تكبدوا مشاق الميز العنصري سابقا، والفقر والخصاصة حاليا.
المصدر: مواقع إلكترونية + موقع “الرأي الجديد”