“الله… العلم والبراهين / فجر ثورة”: كتاب جديد في فرنسا يهز النخبة والعلماء وأوساط المؤمنين والملحدين
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
تعيش الأوساط الثقافية والعلمية والجامعية في كامل فرنسا، على وقع كتاب جديد، صدر في الآونة الأخيرة، ويعدّ الأكثر مبيعا بين الكتب الفرنسية، وصنّف من قبل منظمات وشخصيات سياسية وثقافية، ككتاب حدث في فرنسا، ومن المنتظر أن يثير الكتاب ذات الضجّة في بقية دول الاتحاد الأوروبي والدول الغربية، بالإضافة إلى الدول والشعوب الإسلامية.
وأثار الكتاب جدلا واسعا، وإقبالا منقطع النظير، من قبل القرّاء، على الرغم من أن سعره مرتفع للغاية.
الكتاب يحمل عنوان: “الله… العلم والبراهين / فجر ثورة” (l’AUBE D’UNE REVOLUTION / DIEU : la science, les preuves)، للكاتبين: ميشال بولوري، وإيف بوناسيس..
ويستمدّ الكتاب أهميته، من كون المساهمين في وضعه وتأليفه، بلغ رقما لافتا، تمثل في مشاركة نحو عشرين شخصية، من كبار العلماء والفلاسفة وعلماء الفيزياء.
الكتاب الجديد، يجيب على تساؤل شديد الأهمية: كيف خلق الله الكون لأول مرة عن طريق الانفجار الأعظم.
ومثّل هذا السؤال، لفترات كبرى من تاريخ الإنسانية، مبحث العلماء والفلاسفة، وعلماء الأديان، وبنيت على أنقاضه فلسفات وإيديولوجيات وأفكار طوال مئات السنين.
ميشال بولوري وإيف بوناسيس، مؤلفا الكتاب
ويتحدث الكتاب، عن هذا “الانفجار الذي حصل قبل نحو 14 مليار سنة فقط ! من اللاشيء خُلق كل شيء.
يذكر أنّ العالم الفيزيائي الأميركي الشهير، جورج سموت، كان اكتشف مبكرا، أقدم صورة لعملية الانفجار الأكبر، وهو في الدرجة صفر، أو أقرب ما يكون إليها. وهي أقدم صورة يمكن أن نراها عن الانفجار الأعظم الذي أدى إلى تشكل الكون والأفلاك والمجرات.
العالم الفيزيائي الأميركي، عندما رأى المشهد الكوني، ألمح أضواء وشلالات نورانية ملونة بألوان زعفرانية أرجوانية برتقالية تخطف الأبصار، وعندئذ صرخ قائلاً وهو الملحد: “أقسم بالله شعرت في تلك اللحظة، كما لو أني رأيت وجه الله”.
الكتاب الجديد، يطرح حينئذ، علاقة العلم بالذات الإلهية، وينطلق مؤلفاه من كون أن الاكتشافات العلمية ذات الصلة بالنسبية، وميكانيكا الكم وتعقيدات الكائنات الحية، والموت الحراري للكون – وبشكل خاص – بنظرية الانفجار العظيم، باتت كافية لقلب معتقد وقناعات أي ملحد لا يؤمن بوجود الله.
ووفق تقرير مطول نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فإن الكاتبين ركزا في كتابهما الجديد، على مسيرة نشأة الكون، التي بدأت مع “الانفجار العظيم” قبل نحو 14 مليار عام، وما تخللها من تراكمات علمية ستليها لا محالة، اكتشافات مذهلة خلال العقود المقبلة، مما قادهما “لرؤية وجه الخالق في المجرات البعيدة”.
وقالت “لوفيغارو”، في هذا السياق، بصدد الكتاب الجديد: “هذا حدث هائل… أخيراً، العلم الفيزيائي الفلكي، يتوصل إلى البرهنة على وجود الله.. هذا الكتاب يقلب كل قناعاتنا السابقة الراسخة، خاصة لدى غير المؤمنين”، وفق تعبيرها.
الكتاب حري بالمتابعة، والقراءة، والنقاش..
وننوه هنا، إلى أنّ موقع “الرأي الجديد”، ينشر غدا حوارا مع أحد مؤلفي الكتاب الجديد، الذي يهزّ أوروبا والغرب منذ عدّة أيام..