السعودية في صدارة الاقتصاديات الشرق أوسطية
الرياض ــ الرأي الجديد
لم تكن الإنجازات العظيمة التي جعلت المملكة قوية وشامخة ومهابة، على كافة المستويات، المحلية، والإقليمية، والخليجية، والعربية، والدولية، منذ توحيدها على يد الملك المؤسس العاهل السعودي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، من باب الصدفة فقد كان هناك منحى استراتيجي لتحقيق الرخاء وضمان الأمن والأمان في مهد الحرمين الشريفين وقاطرة العالمين العربي والإسلامي..
وقد برزت إنجازات المملكة العربية السعودية جلية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة، وفي عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث تم الإعلان عن رؤية السعودية 2030، وبعدها، تم تدشين مجموعة من المشاريع الضخمة التي تسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات العالمية وتوفير فرص العمل للشباب السعودي، لعل أبرزها، نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وغيرها
رؤية 2030
أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، أن برامج تنفيذ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 استطاعت تحقيق إنجازات استثنائية، وعالجت تحديات هيكلية خلال 5 أعوام
وكان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قد استعرض ما حققته رؤية المملكة 2030 بعد مرور خمس سنوات منذ إطلاقها، والتي كان تركيزها في أعوامها الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات.
فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر، وجاء هذا الاستعراض موزعاً على محاور الرؤية الثلاثة.
واستعرض المجلس أبرز ما تحقق في قطاع الإسكان، حيث ارتفعت نسبة تملّك المساكن لتصل إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل خمسة أعوام، إضافة إلى أن الحصول على الدعم السكني أصبح فورياً بعد أن كان يستغرق مدة تصل إلى 15 سنة قبل إطلاق الرؤية.
كما تم إطلاق “التأشيرة السياحية الإلكترونية” التي يمكن الحصول عليها إلكترونيا خلال دقائق، بما يُسهّل زيارة الأماكن السياحية في المملكة وآثارها وتراثها.
ويسهم ذلك في تنشيط قطاع السياحة ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي، وتطوير وجهات سياحية عديدة ومتنوعة، وتوليد فرص عمل لأبناء وبنات الوطن، مما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نمواً في العالم، حيث سجّل نموًّا بنسبة 14%.
وفي إطار تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشهيرة، ونجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها.
ومن ذلك إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعيّة – بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر حتى عام 2020 – أدت إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1000 شركة، مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020.
مشروع القدية الترفيهي
وعلى صعيد آخر تصدرت المملكة الإنتاج العالمي لتحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، حيث بلغت 5.9 ملايين م3 يوميًّا في عام 2020.
إضافة إلى ما شهدته الفترة نفسها من الإعلان عن مشروعات عملاقة للمحافظة على البيئة وأحدثها مبادرتا “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” اللتان تهدفان إلى رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
و لا تخفى الإنجازات في مجالات استحداث وظائف للمستقبل ودعم الابتكار، عبر دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة كأحد أهم محركات النمو الاقتصادي، وأبرزها تقدم المملكة للمرتبة الـ12 في مؤشر توفّر رأس المال الجريء في تقرير التنافسية العالمية 2020.
إضافة إلى تحقيق المملكة المركز الثالث عالمياً في مؤشر حماية أقلية المستثمرين، كما تقدمت المملكة في تقرير التنافسية العالمي 2020م إلى المرتبة الـ24 عالمياً وقد كانت في المرتبة الـ39 في عام 2018.
صنع في السعودية
و سجل تسارع في نمو نسبة الناتج المحلي غير النفطي من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 59% في عام 2020 بعد أن كانت 55% في عام 2016.
كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية لتصل إلى 369 مليار ريال في عام 2020 بعد أن كانت 166 مليار ريال في عام 2015 بنسبة زيادة وصلت إلى 222%.
فيما زاد عدد المصانع بنسبة 38% ليصبح 9,984 مصنعًا مقارنة بـ7,206 مصنع قبل إطلاق الرؤية.
وتزامن ذلك مع إطلاق مبادرات رائدة، منها: إطلاق برنامج “صنع في السعودية”، وإطلاق برنامج “شريك”؛ لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإنشاء بنك التصدير والاستيراد، وإطلاق نظام الاستثمار التعديني.
فضلا -في مجال الاقتصاد الرقمي- عن المبادرات التي وضعت المملكة في المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين، وتحقيق المركز الأول عالميا في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس وتغطية ما يزيد على 60% من المدن الرئيسة و45% من المدن الأخرى عبر نشر أكثر من 12 ألف برج يدعم تقنية الجيل الخامس وتحقيق المرتبة السادسة ضمن المجموعة العشرين في المؤشر العالمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، والتوسع في تغطية شبكة الألياف الضوئية حيث غُطي 3.5 ملايين منزل في المناطق الحضرية بشبكات الألياف الضوئية في عام 2020م، بعد أن كانت 1.2 مليون منزل في عام 2017م.
بالإضافة إلى جذب أكبر استثمارات التقنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصفقات تجاوزت 6 مليارات ريال في قطاع الحوسبة السحابية.
وفيما يتعلق بمجال توطين الصناعات العسكرية، استطاعت المملكة العربية السعودية، رفع نسبة التوطين في القطاع لتصل إلى 8% مع نهاية عام 2020، فيما أطلق برنامج تراخيص مزاولة أنشطة الصناعات العسكرية بالترخيص لنحو 91 شركة محلية ودولية بواقع 142 ترخيصاً تأسيسياً، لأول مرة في تاريخ المملكة..
وتتميز المرحلة التالية من رؤية المملكة 2030 بالاستمرار في تطوير القطاعات الواعدة والجديدة، ودفع عجلة الإنجاز في تنفيذ برامج تحقيق الرؤية؛ للإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم المحتوى المحلي؛ للرفع من إسهامه في التنمية الاقتصادية في المملكة، وتسهيل بيئة الأعمال، إضافة إلى مزيد من تعزيز دور المواطن والقطاع الخاص في تحقيق الرؤية، من خلال مزيد من التمكين لتوظيف القدرات واستثمار الإمكانات لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم.
تفوق اقتصادي
وعلى المستوى الاقتصادي، من حق السعوديين أن يشعروا بالفخر، لاسيما وأن السعودية تحتل المركز الـ19 بين أكبر اقتصاديات العالم، والـ16 بين دول مجموعة العشرين، خلال 2021، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، استناداً إلى الأسعار الجارية، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 3.02 تريليون ريال «805 مليارات دولار»، أي أن الاقتصاد السعودي يشكل نحو 0.9 في المائة من الناتج المحلي العالمي المتوقع بلوغه 93.86 تريليون دولار في 2021، وذلك استناداً إلى بيانات صندوق النقد الدولي، ومجلة «فوربس» العالمية، ورصد صحيفة «الاقتصادية» السعودية. وبالتالي تصبح السعودية أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وتحتل بجدارة المركز الأول بين أكبر الاقتصاديات العربية في 2021.
وقد حقق الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً إيجابياً ما يؤكد التعافي من جائحة كورونا (كوفيد19)، بنسبة قدرها 1.5% في الربع الثاني من عام 2021، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، وفقاً للهيئة العامة للإحصاء، في السعودية.
ولقد استطاعت السعودية التغلب على آثار جائحة «كورونا»، على المستوى الداخلي، كما أنها سجلت نجاحاً باهراً في تنظيم الحج خلال الجائحة، في حين تم تسجيل أداء 10 ملايين شخص للعمرة منذ عودتها التدريجية، وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة، وهو ما يحسب لها، في ظل تحديات الجائحة عالمياً.
ولعل أبرز الإنجازات ما تحقق بشأن النزاهة ومكافحة الفساد، بقيادة ولي العهد السعودي، والذي تحدث عن مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد والتي بلغت 247 مليار ريال في 3 سنوات وتمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى أصول بعشرات المليارات.
ـــ إعلان ـــ