السعودية تستجيب لنداء تونس في تخطي أزمة “كورونا”
تونس ــ الرأي الجديد
تمثل العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية، حجر زاوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها، ويعتز البلدان بما يحققه كل منهما من تطور ونماء تعزيزًا على ما بني تاريخيًا من أواصر الأخوة وعلاقات للتعاون بين قيادات المملكة وتونس.
وترتقي العلاقات السعودية التونسية بأهميتها إلى مصاف العلاقات التاريخية المتجذرة، ذلك لما للمملكة وتونس من ثقل تاريخي في العالمين العربي والإسلامي، حيث يحرص البلدان في كل لقاء يجمعهما على زيادة تفعيل آليات التعاون، وتعزيز العلاقات تماشيًا مع النهج نحو إرساء علاقات طيبة بينهما..
وتعتبر العلاقات التونسية السعودية، ضاربة في عمق تاريخ البلدين، فلقد قام الزعيم الحبيب بورقيبة بجولات دولية بين سنة 1948 و1951، كان الهدف منها تدويل القضية التونسية وجمع المال للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، وقد استقبل جلالة الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمان آل سعود الملقب بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها في سنة 1951 أي قبل وفاته بسنتين زعيم الحركة الوطنية التونسية الحبيب بورقيبة برفقة المرحوم محمد المصمودي الذي أصبح وزير خارجية تونس بعد الاستقلال تحديدا سنة 1970 بعد أن تقلد مناصب عدة في الدولة التونسية.
وقد قدم الملك عبد العزيز آل سعود للحبيب بورقيبة أثناء هذه الزيارة، دعما معنويا وكذلك ماليا لا بأس به كان منطلقا لتسليح الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، ودعم جيش التحرير..
اتصالات متبادلة بين الرئيس سعيد الملك سلمان
ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ مقاليد الحكم وهو يواصل ما سارت عليه المملكة من سعي لتعزيز أُطر التعاون في مختلف المجالات والوقوف مع تونس والتونسيين بشكل خاص.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تلقّى بتاريخ 20 أوت 2021، اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي بارك الخطوات التي أقدم عليها رئيس الجمهورية، وجدّد التأكيد على دعم المملكة العربية السعودية لتونس في كافة المجالات، وحرصها على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي، وتقديم دعم صحي إضافي.
وتوجّه رئيس الدولة بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين، على مبادرته النبيلة بمواصلة دعم جهود تونس في مواجهة جائحة كوفيد-19، والتي رسّخت روابط الأخوة الصادقة وقيم التآزر والتضامن القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي شهر جويلية المنقضي أعلن “مركز الملك سلمان للإغاثة”، عن انطلاق جسر جوي إلى تونس، محملا بأجهزة ومواد طبية كمساعدات لمكافحة تفشي وباء كورونا هناك.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” في وقت سابق بأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمر بدعم تونس بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية، وتأمين مليون جرعة من لقاح كورونا، بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا هناك.
وبتاريخ 26 أوت الماضي وصلت إلى بلادنا، طائرة شحن إغاثية سيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تحمل على متنها 608 آلاف جرعة من لقاح أسترازينيكا، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتمثل الدفعة الأولى من اللقاحات للإسهام في مكافحة آثار جائحة كورونا، استجابة لطلب الرئيس قيس سعيّد الذي أبداه خلال مكالمته مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع..
جهود موصولة لسفير خادم الحرمين الشريفين
وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر، حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على الوقوف إلى جانب تونس، وإمدادها بما تحتاجه من دعم صحي في مواجهة جائحة كورونا.
وعد موقف المملكة تجاه شقيقتها تونس، واجباً يحتمه الدين الحنيف وأخلاقنا الإنسانية والروابط الوثيقة التي تجمع قيادتي البلدين الشقيقين، مشيرا إلى حرص المسؤولين في المملكة، على تأمين وصول جميع المساعدات التي كان قد وجه بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – إلى تونس.
وتجسد هذه المبادرة الوجه الإنساني الحضاري المعهود للمملكة، وتعكس عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين قيادتي البلدين.
و يوم 18 سبتمبر الفائت قام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر ، بتسليم المساعدات الطبية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدولة تونس، والمشتملة على أجهزة مولدات الأكسجين العالية الأداء، في توفير الأكسجين لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية.
جسر جوي صحي
وكانت طائرة تحمل 2.000 أسطوانة أكسجين طبي، تمثل الدفعة الأولى من الأكسجين ومستلزماته، تم تأمينها عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وصلت إلى تونس خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
يذكر أن خادم الحرمين وجه في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بدعم تونس بشكل عاجل بالأكسجين الطبي ومستلزماته. وأوضح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبد الله الربيعة آنذاك، أن هذه المساعدات الإضافية تشتمل على «3000» أسطوانة أكسجين، و «5» مولدات أكسجين لخمسة مستشفيات تونسية، وتأمين حاويات لنقل «200» طن من الأكسجين السائل، بالإضافة إلى تأمين المستلزمات الخاصة لدعم الأكسجين، مشيراً إلى أن المركز شرع في تأمين ونقل الدفعة الأولى من هذه المساعدات..
وشكر الرئيس، قيس سعيد، في اتصال هاتفي، قبل فترة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على الدعم الذي تقدمه بلاده إلى الجانب التونسي بهدف القضاء على وباء فيروس كورونا المستجد.
ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية التونسية الرسمية على “فيسبوك” آنذاك، بيانا أشارت فيه إلى أن هذه المحادثات كانت بمثابة “فرصة لاستعراض روابط الأخوة التاريخية القائمة بين البلدين”.
ونوه البيان أن هذه المحادثات، تؤكد أيضا على “الإرادة المشتركة (لدى البلدين) في مزيد تطوير علاقات التعاون الثنائي المتينة، والارتقاء بها إلى أعلى المراتب خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين”..
ـــ إعلان ـــ