مصطفى بن أحمد: نحن في إنتظار “المعجزة”
تونس ــ الرأي الجديد (تدوينات)
قال النائب المجمّد، مصطفى بن أحمد، أن الوضع في تونس بات في “مأزق”، وأن الخروج منه يزداد “عسرا” يوما بعد يوم، وفق تعبيره.
وإعتبر مصطفى بن أحمد، فيي تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، أن الجميع في إنتظار “معجزة”، للخروج من هذا “المأزق”، حسب قوله.
وفيما يلي نصّ التدوينة:
“يبدو أن الجميع بدأ يعترف بأن الوضع بات في مأزق وأن الخروج منه يزداد عسرا يوما بعد يوم، حتى غلاة” 25″ جويلية والذين يناشدون الرئيس صباحا مساء تعليق الدستور وحل كل المؤسسات ” والقفز” من فوقها نحو نظام جديد بدستور جديدة ومكونات جديدة بدأوا يعبرون عن شكوكهم وينتقدون بطء الرئيس في تنفيذ ما يعد به في خطاباته .
لكن الأسئلة الأخطر لماذا الرئيس لم يكمل خطواته على نفس النهج الذي اعتمده وشكل حكومته الجديدة وحرك ملف ” محكمة المحاسابات ” بخصوص مجلس النواب ؟
كان ذلك سيرفع عنه حرج القراءات والتأويلات المتعددة للدستور ويمكنه من وضع الجميع في الداخل والخارج أمام الأمر الواقع مستندا على الدعم الشعبي العارم ..
ما هي غاية الرئيس من مواصلة إطلاق “صواريخه” على خصومه و”أصدقائه ” من الأحزاب دون استثناء في الوقت الذي أعلن فيه جميعهم تأييده والاستسلام لتدابيره؟ .. من الذي أشار على الرئيس بالدخول غمار مواجهة مباشرة مع الفساد والإحتكار ، أثبت بالتجربة بأن ذلك الأسلوب يستنزف الكثير من الطاقة والرصيد المعنوي دون أن تكون له جدوى كبيرة سوى تأجيج العواطف وتحريك الغرائز التي يصعب السيطرة عليها فيما بعد..
وفي وقت من الأوقات ومن خلال فتح الرئيس العديد من الجبهات والجدل الذي رافق ذلك ساد الانطباع بأن البلاد تقدمت أشواطا في القطع مع “24 جويلية ” وأنه وضعت قدما في نظام جديد، لكن وبعد مرور شهر ونصف اتضح أن الوضع يراوح مكانه وأن الأمور يوم بعد يوم تزداد صعوبة وتعقيدا ..
فجمهور عريض الذي كان انتشي طويلا بالثأر من حكومة عاجزة ومشلولة ومن برلمان تردى إلى قاع الرداءة والإبتذال صار يطرح بكل قوة سؤال ” إلى أين ذاهبون ؟” وشركاؤنا بالخارج والذين سبق لهم أن غضوا النظر عن تفاصيل ماحصل عندنا صاروا يسألوننا” ما أنتم فاعلون ؟”
وبين هذا وذاك وشعارات متضادة بعضها يغلق باب العودة إلى الوراء دون أن يبين طريقا للسير إلى الأمام وبعضها يتشبث ” بجسد مريض نخرته علاته الذاتية ولم يعد يقوى على الدفاع نفسه يبقى الحل من قبيل التخمينات والآماني والأمنيات في انتظار معجزة قد تأتي من حيث لا ندري” ..