صحيفة “أوبزرفر”: لحظة محفوفة بالمخاطر للشرق الأوسط
لندن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
يقول مقال نشر في صحيفة “أوبزرفر” (Observer)، البريطانية، إن تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي وصفته بالمتشدد يأتي في لحظة محفوفة بالمخاطر ومخيفة بشكل قاتم في الشرق الأوسط، داعية الغرب للتعامل معه لتهدئة المنطقة.
ورصدت الصحيفة البريطانية عوامل الخطر والتهديد بالمنطقة. فبالإضافة لتنصيب رئيسي في إيران، تقول إن هناك حكومة عديمة الخبرة بإسرائيل تهدد بعمل عسكري ضد طهران، و”حرب ظل مميتة تدور رحاها بالخليج” وحزب الله يطلق صواريخ على إسرائيل من لبنان “الفوضوي”. وفي لندن تنتشر الكلمات المريرة بسبب احتجاز رهائن بإيران، وفي غضون ذلك، تتزايد مخاوف الولايات المتحدة من فشل محادثات فيينا النووية، مع الإشارة إلى أن إيران قد تكون قادرة قريبا على صنع سلاح نووي.
صفقة فيينا
وتصف “أوبزرفر” ذلك، بأنه لحظة محفوفة بالمخاطر ومخيفة بشكل قاتم في الشرق الأوسط، خاصة أن الصراع متعدد الأوجه بين إيران والغرب، وأن رئيسي لم يبد أرضية تذكر للتفاؤل، إذ قال إنه يجب رفع العقوبات “الاستبدادية” التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي عصفت بالبلاد منذ 2018، لكنه لم يعرض خطة لتحقيق ذلك ولا أي شيء في طريق التنازلات.
وقالت إن “المتشددين” يسيطرون الآن على جميع مؤسسات إيران الرئيسية، والآثار المترتبة على هذا الاكتساح تنذر بالسوء، لكن رئيسي لديه الآن النفوذ لعقد صفقة في فيينا كان روحاني يفتقر إليها، وقد يفعل ذلك، لأن الاقتصاد الإيراني في حالة يرثى لها، ويمكن لاتفاق محدود لتخفيف العقوبات الأميركية أن يخفف آلام الجمهور الإيراني.
لا يريدون صداقة أميركا
ومع ذلك، تقول أوبزرفر: ربما تعمل إيران، تحت قيادة رئيسي، على القضاء إلى الأبد على النفوذ السياسي الذي منحته العقوبات لواشنطن “إنهم لا يريدون أن يكونوا أصدقاء مع أميركا” وإن إصرار رئيسي على زيادة الاعتماد على الذات ينذر أيضا بتوسيع نفوذ إيران الإقليمي، ليس أقله من خلال تعزيز “محور المقاومة” بالحلفاء والوكلاء في سوريا والعراق واليمن ولبنان، كما أن هناك احتمال تحالفات إستراتيجية أوثق مع الصين وروسيا.
وتضيف الصحيفة أن هجوم الطائرات المسيرة على الناقلة، ذات العلاقة بإسرائيل، ينذر هو الآخر بالسوء لعصر رئيسي، وكذلك الحكم الصادم بالسجن 10 سنوات الذي صدر بحق البريطاني الإيراني مهران رؤوف، والمثير للقلق أيضا اندلاع الأعمال “العدائية” المفاجئة عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية والآن مع “حماس” في غزة.
وفي غضون ذلك، يتزايد القلق في واشنطن من أن الصراعات الناشبة بين طهران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، والتي تغذيها التغييرات بالقيادة في إيران وإسرائيل، يمكن أن تشتعل، كما أن لدى إدارة بايدن مخاوف خاصة بها، إذ علقت آمالها في نزع فتيل التوترات مع إيران على إحياء الاتفاق النووي الذي تخلى عنه ترامب بشدة، الأمر الذي ساعد على صعود رئيسي و”المتشددين” في إيران.
كوابيس إسرائيل تتفاقم
والآن (تستمر الصحيفة في تحليلها) يشير المحللون الأميركيون إلى أنه حتى لو كان هناك حل وسط وتمت إعادة الاتفاق النووي، فقد فات الأوان بالفعل. فهم يشتبهون بأن إيران قد اكتسبت الكثير من الخبرة في صنع القنابل، لدرجة أن “المارد النووي الإيراني قد خرج من القمقم”.
وختمت أوبزرفر افتتاحيتها بالقول إن كوابيس إسرائيل ستتفاقم، كما سيتفاقم قلق المنطقة وجيران أوروبا غير البعيدين، لكن المزيد من الضرب على الصدر، والقتال بالحرب بالوكالة، ليس هو السبيل للرد، داعية الولايات المتحدة وبريطانيا للإبقاء على الباب مفتوحا ودفع الحوار مع طهران، كما دعت الرئيس الإيراني إلى إظهار القليل من الحنكة السياسية بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الغربيين.
المصدر: صحيفة “أوبزرفر” البريطانية