قعلول: على النهضة تحمل مسؤولياتها مع شركائها.. أو مغادرة الحكم والبقاء في البيوت
تونس ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)
اعتبر أحمد قعلول، القيادي بحركة النهضة اليوم، أن حركة النهضة “تدفع ثمن نجاحها كحزب قوي قادر على تغيير أوضاع الناس، وإخراج البلاد من أزمتها، وثمن فشلها وقصورها عن فعل ذلك”.
وأكد قعلول أن “أمان النهضة اليوم لا يتحقق إلا بتحمل المسؤولية او ترك السياسة والعمل الحزبي وشؤون الحكم لمن يطلبه ومستعد لتحمل أعبائه”.
وشدّد على أنه “ليس أمام الحركة وشركائها ومناضليها اليوم، إلا أن يحكموا أو أن يلزموا بيوتهم”.
وحملت تدوينة قعلول، عنوان “لماذا؟!… لماذا كل هذه الكراهية؟… لماذا كل هذا الغضب؟”.
كتب قعلول: “يعيش الشعب التونسي أعلى مستويات خيبة الأمل والخوف من وعلى المستقبل، وعلى جميع المستويات”، مضيفا “الوضع الصحي منهار، والحكومة غير موثوق في قدرتها على التغلب عليه”، والوضع الاقتصادي في انحدار”..
وأضاف: “الوضع السياسي تغلب عليه الفوضى، وليس هناك من يفرض القانون، ويعطي أملا في المستقبل… وما يتداعى لمسامع الناس، أن جماعة الحزب الحاكم (النهضة) يبحثون عن غنائم جديدة على ما يتهمون بنهبه على حساب جوع وصبر التونسيين”.
وتابع: “من حق الشعب والمواطن العادي الذي لا تهمه السياسة، أن يكون غاضبا وحانقا وخائفا على مستقبله ومستقبل أبنائه… من حقه أن يلعن النهضة ويلعن من خلالها كل الأحزاب وكل المسؤولين عن الحكم. ليس أمام الشعب والرأي العام طرف يستحق المحاسبة، ويمكن محاسبته إلا حركة النهضة، فلا فائدة من محاسبة الرئيس، ولا فائدة من محاسبة الإدارة التونسية، ولا الأحزاب التي يتم تفريخها كل يوم موضوع محاسبة، ولا فائدة من محاسبتها، ولا المنظمات الوطنية موضوع محاسبة، ولا فائدة ترجى من محاسبتها. الطرف الوحيد الذي يمكن أن تكون محاسبته ذات جدوى لتغيير الوضع إما للفوضى أو لتحسين أوضاع التونسيين، هي حركة النهضة”.
وأضاف قعلول: “حركة النهضة تدفع ثمن نجاحها في انها الحزب القوي القادر على تغيير أوضاع الناس، وثمن فشلها وقصورها عن هذا الفعل… بقية المواضيع كلها تفاصيل بالنسبة للرأي العام بما في ذلك موضوع التعويضات. التعويضات مهمة للرأي العام لأن الحديث فيها يقول للمواطن المريض والجائع والخائف من المستقبل، أن النهضة لا تهتم بك وهي تهتم فقط بنفسها، النهضة حزب أناني لا يعنيه شأن التونسيين، النهضة تهتم فقط بشأنها وبأمانها الداخلي، وهي لا تريد أن تضحي من أجلك أيها المواطن”.
وواصل “ليس مهم أن نقول أن هناك مجرمين يوقدون الحرائق وأن هناك قوى إقليمية عميلة تمدهم بالوقود وأعواد الثقاب لإشعال الحريق.. ليس هذا هو المهم فالمهم هو حال الغابة والأحراش، البقية يمكن التعاطي والتعامل معه… والحقيقة علينا أن نشكر هؤلاء المجرمين الذين يحرضون علينا لأنهم يقومون بتنبيهنا للخطر الداهم على بلدنا قبل اشتعال الحريق الكبير. ..الشعب لا يثق في أحد اليوم وليس هناك من يحكم البلاد ويعطيها أملا في الخروج من أزمتها ليس هناك طرف قوي وموثوق يقول للمواطن المسكين أن هناك مخرجا لأزمته،.. وهذه النهضة الذي يحمل عليها كل هذا الغضب هي ذاتها من يُوثق في قدرتها على تحمل المسؤولية، وهي القادرة على تجميع القوى الوطنية في سبيل ذلك”.
وأضاف “النهضة وشركاؤها هم الأغلبية في البرلمان، وهم من يدعم الحكومة، النهضة وشركاؤها هم الطرف الذي يستطيع أن يقول لا لجميع الأطراف المعطلة والأطراف الانتهازية. النهضة هي الحزب القوي والمنظم والقادر على إخراج البلاد من أزمتها، لذلك فليس مقبولا ولا مفهوما بالنسبة للشعب الغاضب والحزين، وليس مفهوما ولا مقبولا ألا تقوم النهضة بواجبها. لقد انتهت كل الحجج والمبررات التي يمكن أن تقنع بعدم الإقدام على هذه الخطوة اليوم… إن أمان النهضة اليوم لا يتحقق إلا بتحمل المسؤولية، فإن لم تفعلها النهضة اليوم، فإن الشعب سيبحث عن غيرها، ولكن سنن الحكم تقضي بإنهاء من لم يتحمل المسؤولية لفتح الباب لمن هو مستعد لأخذها أو حتى افتكاكها”.
وتابع ” علينا اليوم أن نركز جهدنا على ما يحتاج الشعب، وهو بحاجة لمن يأخذ بيده ويتحمل المسؤولية، وإلا فعلينا أن نرحل بسلام ونترك السياسة والعمل الحزبي وشؤون الحكم لمن يطلبه ومستعد لتحمل أعبائه… اليوم لدينا فرصة تاريخية للنهوض ببلدنا… علينا ألا نرتبك وأن لا يشوش علينا الكائدون الرؤية”.
وكشف قعلول، بأنّ حركة النهضة، قادرة اليوم “على توفير اللقاح لكل التونسيين، وعلى مساعدة المنظومة الصحية على تقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها”، مضيفا: “نحن قادرون على توفير الدعم المالي اللازم لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
نحن قادرون على رفع وإلغاء كل التشريعات المعطلة للاستثمار والمشجعة على الفساد… نحن قادرون على تقديم الخدمات لمن يحتاجها حتى لا يحس أي تونسي أنه وحده دون مساعدة ولا عون… نحن قادرون على جعل بلدنا نموذجا للنجاح”..
وشدد قعلول في ختام تدوينته بالقول: “نحن لن نسقط… ولن نترك هذا البلد والشعب العظيم يسقط… ليس أمام النهضة وشركائها ومناضليها اليوم، إما أن يحكموا أو فليلزموا بيوتهم”..