في رسالة مفتوحة: العكروت يدعو سعيّد لتفعيل الفصل 80 من الدستور.. ووضع مقدرات الدولة تحت تصرفه
تونس ــ الرأي الجديد / سندس
دعا الأميرال كمال العكروت مستشار الأمن القومي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي اليوم الاثنين، رئيس الجمهورية قيس سعيد، “إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور، وإعلان الحرب على الجائحة، ووضع مجلس الأمن القومي في حالة انعقاد، وكل أجهزة ومقدرات الدولة تحت تصرّفه، في إطار خطّة محكمة ومتكاملة، وإعلان التعبئة العامة لكل موارد وطاقات البلاد البشرية والمادية”.
وفي رسالة مفتوحة توجه بها إلى رئيس الجمهورية، ونشرها بصفحته بموقع “فيسبوك”، شدد العكروت، على “أن الوضع الكارثي، لا يمكن أن يتواصل”.
ولفت إلى أن حالة البلاد ساءت، وأنه لا بد من مبادرات أنجع لإنقاذها، مؤكدا أن “الحرب يجب أن تكون لها قيادة واحدة وموحّدة، وأن تكون خطاها مدروسة وفعّالة لبلوغ أهدافها”.
وقال العكروت في رسالته الني تلقت “الرأي الجديد” نسخة منها، “إن الوطن يتأثر بقادة القرار السياسي فيه، والشعب يتأثر بأحوال وطنه تأثرا كبيرا في مختلف المستويات.. أصبحت الدولة منهكة نتيجة سوء التصرف وغياب الرؤية والجرأة.. سبق لي في عديد المناسبات التنبيه إلى خطورة الوضع الصحي، وما يترتب عن ذلك من ضرورة إعداد العدة لإدارة الحرب على هذه الجائحة الخطيرة والمدمرة”..
“الجيش الأبيض”… وحيدا
واعتبر أن القيادة السياسية تَركت “الجيش الأبيض” لوحده في ميدان المعركة… فالحرب التي يُفترض أن تقودها هي، تركتها لتتفرّغ لمعارك السلطة والتعيينات والغنيمة والتعويضات المالية والابتزاز، وتصفية حساباتها السياسية الخاصة، تركت الشعب في مواجهة الموت والمرض والخصاصة والخوف”..
وأضاف: “نعم خسرنا المعركة ضد الجائحة، لأنها لم تُخَضْ باقتدار ومسؤولية لتكون نتيجة ذلك، التضحية بأرواح آلاف التونسيين… هذه الحرب تدار بقيادة سياسية متعدّدة الرّؤوس ومتناثرة، قيادات تتخاصم على التسوّل المهين”..
وتابع “السيد رئيس الجمهورية… إنّ تونس تواجه أخطر حرب في تاريخها المعاصر، ولن أضيف جديدا إذا قلت إنّ كلّ الحروب تخوضها قيادة موحّدة تحت إمرة رئيس الدولة، وخطّة مُحكمة وتعبئة كلّ إمكانات الوطن بآليات استثنائية في إطار وحدة وطنية”..
وسأل رئيس قيس سعيّد بصيغة إنكارية، قائلا: “السيد رئيس الدولة… هل هناك خطر داهم يهدّد كيان الوطن وأمن البلاد، أكبر من هذا الخطر الوبائي الذي أفنى أرواح آلاف التونسيين، ودمّر مقدرات المجموعة الوطنية؟ حرب من أكثر الحروب التي عرفتها تونس فتكًا بالأرواح؟ “.
الفصل 80 مجددا
ودعا العكروت قيس سعيد “إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور، وإعلان الحرب على هذه الجائحة، بما يتطلب ذلك من مسؤولية وطنية، وإعلان مجلس الأمن القومي في حالة انعقاد، ووضع كل أجهزة ومقدرات الدولة تحت تصرّفه، في إطار خطّة محكمة ومتكاملة، وإعلان التعبئة العامة لكل موارد وطاقات البلاد البشرية والمادية ( ومنها دعوة الكفاءات في الداخل والخارج والمتقاعدين من إطارات ومسؤولين سابقين …)، وتكييف كل أجهزة الدولة الحكومية وغيرها لمواكبة وتنفيذ الخطّة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا، وتثمين دور المجتمع المدني والتونسيين في الداخل والخارج والقطاع الخاص والإعلام، للمشاركة في إنجاح الخطة الوطنية المذكورة”.
وختم العكروت رسالته قائلا: “إنّ إدارة الحكم والتسيير، ليسا تشريفا بل مسؤولية دستورية وسياسية وقانونية وأخلاقية، تستدعي التقييم والمساءلة”.
وأضاف العكروت في رسالته، “التجربة بيّنت مرّة أخرى، أنّه دون لقاء وطني كبير لتغيير موازين القوى، لا أمل لنا للخروج من هذا الانحدار والسقوط”.
وتعدّ هذه الرسالة الثانية التي يوقع عليها العكروت بعد الرسالة الأولى التي انتقد فيها الوضع القائم في تونس، داعيا إلى التحرك ضدّ منظومة الحكم الراهن.