“دولة أردوغان” تنشئ أول قناة دينية للأطفال… الحرب بين العلمانية و”العثمانية” مستمر
إسطنبول ــ الرأي الجديد
وقّع رئيس الشؤون الدينية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، علي أرباش، ومدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركي “تي آر تي”، إبراهيم أران، على بروتوكول تعاون، لإنشاء قناة دينية خاصة بالأطفال “تي آر تي الدينية – للأطفال”، هي الأولى من نوعها في البلاد.
وأوضح رئيس الشؤون الدينية، أرباش، في تصريح صحفي، “لم نتمكن من تقديم القيم الإسلامية للأطفال خلال السنوات الماضية، حيث كنا نقدم لهم الرسوم الكرتونية المتحركة التي صممتها شركات أجنبية”، مؤكدا على ضرورة بذل الجهود من أجل دعم الأطفال بالمعرفة الدينية الصحيحة.
ويندرج تأسيس قناة دينية موجهة للأطفال في تركيا، في إطار مشروع الرئيس أردوغان، الهادف إلى تنشئة جيل ملتزم متدين، يؤمن بالثقافة العثمانية، ويتغلب على الأفكار العلمانية الغربية.
ويسعى أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”، للقضاء على إرث أتاتورك العلماني، وتأسيس جمهورية جديدة على مبادئ الإسلام السياسي، واستعادة ما يصفه أنصار حزب العدالة والتنمية بـ “أمجاد الخلافة العثمانية”.
ويرى أردوغان، على خلاف العلمانيين، أن تركيا ترتبط بعلاقات تاريخية ودينية مع العالمين العربي والإسلامي، وأن الجمهورية التركية هي امتداد للدولة العثمانية، و”أنه لا يمكن حل أي من المشكلات وتقديم الخدمات، من دون وضع الإسلام في صميم حياتنا”.
وكان رئيس البرلمان التركي الأسبق عضو حزب العدالة والتنمية، إسماعيل كهرمان، قد دعا، في أبريل في وقت سابق، إلى “التخلي عن مبدأ العلمانية ووضع دستور جديد، باعتبار تركيا بلداً مسلماً”.
ويسعى أردوغان إلى تحقيق هدفه بتنشئة “جيل متدين” وزيادة حضور الدين في الحياة العامة، من خلال الجمع بين أسلوبين معروفين في أدبيات جماعات الإسلام السياسي، الأول هو “التغيير من أعلى إلى أسفل” عبر تنقيح الكثير من القوانين العلمانية القائمة وفرض أخرى جديدة، والأسلوب الثاني “التغيير من أسفل إلى أعلى”، من خلال غرس الأفكار الإسلامية في الأجيال الناشئة، عبر التعليم والدعاية والأنشطة المجتمعية المختلفة.