الصدام بدأ بين رئيس الحكومة الليبية وعقيلة صالح ؟
طرابلس (ليبيا) ــ الرأي الجديد
أثار اعتذار رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة عن حضوره جلسة البرلمان برئاسة عقيلة صالح أمس، مزيدا من الأسئلة والتكهنات عن صدام محتمل بين الطرفين خاصة مع تعنت الأخير في إقرار ميزانية الحكومة.
وفي تصريحات مقتضبة، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية، محمد حمودة إن “رئيس الحكومة لن يحضر جلسات البرلمان هذا الأسبوع”، مشيرا إلى أن “الحكومة أبلغت رئاسة مجلس النواب بذلك وأنهم ربما يحضرون في وقت لاحق”، وفق تصريحات لمنصة “فواصل” المحلية.
مساءلة
وأعلن المتحدث باسم البرلمان الليبي، عبد الله بليحق أن “البرلمان يعقد جلسة الإثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري بحضور الحكومة ورئيسها للمساءلة في بعض الأمور”، لكنه عاد وأشار إلى أن “الحكومة اعتذرت عن حضور الجلسة التي كانت مقررة لاستكمال النقاش والمداولة حول مشروع الميزانية”.
ولم تذكر الحكومة ولا البرلمان أسبابا واضحة لهذا الاعتذار، لكن مراقبين رأوا أنها بداية صدام علني بين الدبيبة وعقيلة صالح الذي أراد أن يظهر للجميع أن الحكومة تحت رحمته وأنه يستطيع استجوابها وجلبها للشرق الليبي في أي وقت، في حين فوت الدبيبة عليه الفرصة ما ينذر بخلاف بدأ يظهر”، وفق رأيهم.
والسؤل المطروح: هل يبدأ صدام فعليا بين رئيس الحكومة وعقيلة صالح؟ وكيف يؤثر في المشهد؟
من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي، أسماء الخوجة أن “رئيس البرلمان أبلغهم شفهيا في بداية جلسة اليوم أن الحكومة ورئيسها قدما اعتذارا عن الحضور أمام المجلس لكنه لم يقرأ نص الاعتذار أو أسبابه”.
ورأت في تصريحات لـ”عربي21″: “السبب حسب اعتقادي هو وجود الحكومة في الخارج في جولة مكوكية ابتداء من ألمانيا وانتهاء بدول عربية آخرها المغرب أو وجود أسباب أخرى فلا علم لنا خاصة أن أجندة الجلسات لم تكن واضحة من البداية وعُرضت علينا موضوعات متفرقة”، كما صرحت.
أزمة ثقة
في حين أشار عضو مجلس الدولة الليبي، علي السويح إلى أن “عدم الحضور يعني أن الحكومة ليست متأكدة بأن هناك جدية من البرلمان في إقرار الميزانية مع إصرار بعض النواب على التعديلات المقترحة، لكن لا يخفى على أحد محاولات بعض الأعضاء ابتزاز الحكومة”.
وأضاف لـ”عربي21″: “هناك قناعة عند بعض النواب أن هذه الحكومة أتت فقط لإنفاق المال ولا توجد لديها خطة واضحة طيلة هذه الفترة، لذا أزمة الثقة تكبر يوما بعد يوم بين الطرفين، وهذا الأمر يزيد من الأزمة الليبية والمواطن الذي يدفع الضريبة الأكبر”، بحسب تعبيره.
ابتزاز البرلمان
الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس وصفت ما يفعله عقيلة والبرلمان بأنه “ابتزاز للحكومة ومحاولة من عقيلة شخصيا لإخضاع الحكومة تحت إمرته ومن يدور في فلكه”، كما قالت لـ”عربي21”.
وتابعت: “ومع غياب الحديث عن بند الميزانية العامة فحضور رئيس الحكومة والوزراء لا معنى له، لذا أعتقد أن الشد والجذب بين البرلمان والحكومة بدأ، ما يعني زيادة المعاناة لدى المواطنين واستمرارها ناهيك عن التحضير للانتخابات المقبلة”، وفق تقديرها.
وختمت قائلة: “والحقيقة أن النهج الذي اتبعه الدبيبة في استرضاء عقيلة وبعض من أعضاء مجلس النواب هو ما جعل البرلمان وعقيلة يمارسون عليه الابتزاز والذي من الواضح أنه لن يتوقف بل سيزداد”، وفق قولها.