خبراء إسرائيليون: تنازلنا في القدس يعني أننا كالصليبيين… مؤقتون
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
قال كاتب إسرائيلي إن قرار مفوض عام شرطة الاحتلال، بسحب المستوطنين اليهود من الحرم القدسي، يعني التنازل عن السيادة عليه، ويقنع الفلسطينيين بأننا مؤقتون في هذه البلاد، وأن الصور المخزية لليهود القادمة من القدس هي تفسير شامل لما تشهده المدينة.
ودعوا “كل يهودي لأن يثور على قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق الحرم القدسي أمام المستوطنين اليهود”.
وأضاف عاميت سيغال خبير الشؤون الحزبية في مقال على القناة12، ترجمته “عربي21″، أنه “لأول مرة في يوم القدس العبري، يتسجل العار على الليكود، وفي هذه الحالة اقتنع الفلسطينيون بأننا تخلينا عن وجودنا، وأصبحنا هناك مثل الصليبيين، مقيمين مؤقتين، وليست هناك سخرية في العالم أكثر من ذلك”.
وختم بالقول إن “ما تعرضت له سيارات المستوطنين في قلب القدس، وإزالة مسيرة الأعلام الإسرائيلية من البلدة القديمة بسبب مخاوف أمنية من الفلسطينيين، كل ذلك يشكل عارا على الدولة الإسرائيلية”.
فيما أشار موشيه نوسباوم مراسل شؤون الشرطة والأمن، إلى أن “إسرائيل تجنبت الانفجار بمنع مسيرة المستوطنين، لأن الشرطة الإسرائيلية أدركت أن آلاف الشبان الفلسطينيين استعدوا لمواجهة عنيفة في الحرم القدسي، ما حدا بها لمنع تنفيذ المسيرة، وهذا هو القرار الصحيح، لأنه لا يمكن لأي إسرائيلي أن يتخيل ما كان سيحدث إذا حصلت المسيرة وسط الألعاب النارية وزجاجات المولوتوف”.
وأضاف في مقال على القناة 12، ترجمته “عربي21″، أن “قرار حظر اقتحام المستوطنين للحرم القدسي اتخذ في ختام نقاش بين مفوض الشرطة يعكوب شبتاي وقائد المنطقة، وضباط آخرين ومسؤولي جهاز الأمن العام، وكل من شارك في القرار، على خلفية التوتر الكبير في الأجواء، والمعلومات واللقطات التي وصلت إلى الشرطة حول الاستعداد الهائل لآلاف الشبان الفلسطينيين لخوض مواجهات مع الشرطة”.
وأشار إلى أنه “لم يكن ينبغي اتخاذ أي قرار آخر بهذا اليوم، خاصة في ظل التوترات الشديدة كما حدث في الأسابيع الأخيرة في القدس، وعقب اشتباكات باب العامود، كان على مسؤولي الأمن داخل وخارج الشرطة وباقي صانعي القرار، اتخاذ مثل هذا القرار قبل أسبوعين، ويتمثل في إصدار بيان صريح بأن إلغاء اقتحامات الحرم الشريف لا يشكل إعلانًا عن إلغاء مسيرة يوم القدس العبري، على أن يتم هذا الحدث ضمن الحدود المطلوبة”.
وأكد أنه “كان من المفترض اتخاذ قرار من هذا النوع منذ أيام طويلة، لأن ارتفاع ألسنة اللهب في القدس سينخفض أيضًا بشكل طفيف خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويجب أن نتذكر أنه على أي حال كان من الجدير بالشرطة الإعلان عن وقف اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي خلال العشر الأواخر من رمضان، لأن هذا العرف كان وما زال منذ سنوات، باستثناء حالات خاصة يصادف يوم القدس في الأيام العشرة الأخيرة، كما حدث هذه المرة”.
وختم بالقول إنه “يمكن لأي إسرائيلي أن يتخيل فقط، في ضوء مخزون الحجارة والصخور والألعاب النارية وزجاجات المولوتوف والحواجز التي أقيمت في الحرم القدسي، كيف كان سيبدو كل شيء لو سُمح لليهود أيضًا باقتحام الحرم، حينها يمكن أن تكون النتائج كارثية، وبهذا المعنى، فقد جاء من الأفضل أن يكون القرار الصحيح قد تم اتخاذه، ولو متأخرًا”.