أمريكا تدخل على خط القرن الإفريقي: أزمة إثيوبيا يمكن أن تجعل سوريا تبدو مثل “لعب الأطفال”
واشنطن ــ الرأي الجديد
كتب محرر الدبلوماسية والأمن القومي بمجلة “فورين بوليسي”، أن المبعوث الأميركي الجديد إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان يواجه سلسلة من التحديات المتداخلة في المنطقة.
وأشار روبي غرامر إلى أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن عين فيلتمان في المنصب رسميا يوم الجمعة، ليصبح المسؤول الأول في واشنطن لحل الصراع الدامي في منطقة تيغراي بإثيوبيا الذي أثار أزمة إنسانية ضخمة ومزاعم واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب.
وقال فيلتمان، في أول مقابلة له منذ اختياره للمنصب، إن الصراع لديه إمكانية التحول إلى أزمة إقليمية كاملة، مستشهدا بمقارنته بالحرب في سوريا.
وأضاف “أنظر إلى ما يعنيه انهيار سوريا وفوضى الحرب الأهلية”، مستشهدا بأزمة اللاجئين وتأثيرها على أوروبا، فضلا عن صعود الجماعات الإرهابية في فراغ السلطة وانهيار بلد كان عدد سكانه قبل الحرب 22 مليون شخص.
وتابع فيلتمان “إثيوبيا بها 110 ملايين نسمة. وإذا كانت التوترات فيها ستؤدي إلى صراع أهلي واسع النطاق يتجاوز تيغراي، فإن سوريا ستبدو مثل لعب الأطفال بالمقارنة”.
وألمحت المجلة إلى أن فيلتمان ليس غريبا على دبلوماسية الأزمات، حيث إنه خدم في عدة مناصب في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة إلى لبنان من 2004 إلى 2008، التي شملت حرب لبنان عام 2006. وكان مبعوث الخارجية الأميركية للشرق الأوسط من 2009 إلى 2012، بما في ذلك خلال الربيع العربي.
لكنها أردفت بأن مهمته الجديدة شاقة، فهناك الصراع في تيغراي ومسألة الاستقرار الأوسع في إثيوبيا، والتدخل العسكري لإريتريا المجاورة في نزاع تيغراي، مع اتهام قواتها بارتكاب فظائع وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، لا تؤدي إلا إلى تعقيد أي حل.
وفي غضون ذلك، يكافح السودان في ظل انتقال هش وغير مؤكد إلى الديمقراطية، بعد 3 عقود من الحكم الاستبدادي، وهو يتصارع في نزاع حدودي مع إثيوبيا يمكن أن يشعل صراعا منفصلا بين هذين البلدين.
وفيما يتعلق بالسد الإثيوبي المثير للجدل، والذي أدى إلى توتر العلاقات الإقليمية منذ سنوات، قال فيلتمان إنه رأى بعض الانفتاحات لإحراز تقدم محتمل في المحادثات بين إثيوبيا والسودان ومصر، لتجنب أزمة دبلوماسية كبيرة.
ولطالما أعرب السودان ومصر عن قلقهما، من أن مشروع السد الضخم في إثيوبيا على نهر النيل الأزرق، يهدد أمنهما المائي في اتجاه مجرى النهر، وتعترض إثيوبيا على أنها تحتاج إلى توليد الطاقة من المشروع وأن اتفاقيات تقاسم المياه الحالية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
وفي ختام المقابلة، قال فيلتمان إن الاختلافات “ليست غير قابلة للتسوية في جوهرها”، ومع ذلك أضاف “لا يمكنني التظاهر بأن بالإمكان سد فجوات انعدام الثقة بهذه السرعة، أو بين عشية وضحاها”.