الأردن: القصة الكاملة للمؤامرة الانقلابية.. أبرز الموقوفين والمورطين
عمان (الأردن) ــ الرأي الجديد
في مساء السبت، شنت السلطات الأردنية حملة اعتقالات واسعة، استهدفت على الأقل 14 شخصًا متهمين بزعزعة أمن الأردن، من بينهم الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني وولي عهد الأردن السابق.
وبينما أكدت السلطات الأردنية أن الأمير حمزة ليس معتقلًا، نشر الأمير الأردني مقطع فيديو مساء السبت، يقول فيه إنه تلقى تعليمات من رئيس أركان الجيش، بالحدّ من تحركاته واتصالاته في أثناء التحقيق معه.
يُقال إن هذه الاعتقالات تضم أشخاصًا مقربين من ولي العهد السابق – بمن فيهم مدير مكتبه والحرس الشخصي ومدير القصر- بالإضافة إلى عدد من المسؤولين السابقين بالدولة.
تكتم السلطات الأردنية
حتى الآن، لم تكشف السلطات الأردنية إلا هوية اثنين فقط من المعتقلين: الشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله، حسبما ورد في تقرير وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، فقد قالت إنهما اعتُقلا وسط آخرين لأسباب أمنية.
يعد الأمير حمزة – نجل الملك الراحل حسين – وزوجته الحاليّة الملكة نور من الشخصيات المشهورة بانتقاد الحكومة الملكية الهاشمية في عهد أخيه غير الشقيق.
وتدور الكثير من التكهنات بشأن الأشخاص الآخرين المتهمين بالمشاركة، فيما وُصف بأنه محاولة انقلاب مزعومة، وكان لعلاقة ابن زيد وعوض الوثيقة بقادة المملكة العربية السعودية، دورًا في التكهن داخل الأردن بشأن الدور – إن وجد – الذي قد تكون لعبته الرياض في الأحداث الأخيرة.
من هو باسم عوض الله؟
شغل عوض الله منصب السكرتير الاقتصادي لرئيس الوزراء الأردني في الفترة بين 1992 و1996، ثم عُين رئيسًا للديوان الملكي الأردني عام 2007، لكنه أقيل من منصبه خلال أقل من عام، بعد إقالته انتقل عوض الله إلى دبي وأسس شركة “طموح”، ويُقال إنه يتنقل في معيشته بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفقًا لتسجيلات وكالة “Companies House” (وكالة تنفيذية معنية بتسجيل الشركات) في المملكة المتحدة، فإن عوض الله يمتلك شراكات واسعة مع رجال أعمال سعوديين في البنك العربي الوطني “ANB”، كما أنه يرأس فرع البنك في لندن مع عدد من الشركاء السعوديين.
يُعرف عوض الله أيضًا بحفاظه على شبكة من الروابط التجارية البارزة، وذلك من خلال وجوده في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية في البحرين، وتقول التقارير إن عوض الله – البالغ من العمر 56 عامًا – قضى سنواته الأخيرة في العمل مستشارًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتقول بعض وكالات الأنباء إنه أحد العقول المدبرة لخصخصة عملاق الطاقة السعودي “أرامكو”، فقد ظهر عوض الله بجوار بن سلمان في مبادرة مستقبل الاستثمار السنوية التي عقدت في الرياض في جانفي الماضي.
من هو الشريف حسن بن زيد؟
يعد الشريف حسن بن زيد الناصر، شخصا غامضًا في العائلة الملكية الأردنية الهاشمية، وهو معروف بقربه من الأمير حمزة، وتقول تقارير غير مؤكدة، إنه عمل سابقًا مبعوثًا خاصا للملك عبد الله في المملكة العربية السعودية.
كما يُقال إنه يمتلك علاقات تجارية مهمة مع الرياض، وأشار موقع “الغواص نيوز” الأردني، إلى أن ابن زيد يعيش في المملكة العربية السعودية، ويمتلك استثمارات بها، بينما تشير وسائل إعلامية أردنية أخرى، إلى أنه يحمل الجنسيتين السعودية والأردنية.
السعودية… والمحاولة الانقلابية
بعد انتشار أخبار اعتقالات السبت بوقت قصير، أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا رسميًا تعرب فيه عن تضامنها مع الملك الأردني، لتصبح أول دولة تعلق على الاضطرابات الأخيرة، حيث قال الديوان الملكي السعودي: “إننا نقف بجانب الأردن وندعم قرارات الملك عبد الله للحفاظ على أمن بلاده”.
أثارت علاقات عوض الله وابن زيد مع الرياض بعض الدهشة، لكن النائب الأردني عمر العياصرة، استبعد إمكانية تورط السعودية في التوترات الأردنية الداخلية.
يقول العياصرة: “لا أعتقد أن ما حدث له روابط خارجية أو له علاقة بالدول المجاورة، فالنظريات بشأن قدرة الأمير حمزة على أن يحل محل الملك، هي ملفات داخلية بامتياز، لا أعتقد أن أي طرف خارجي يمكنه المراهنة عليه، لأنه يفتقر إلى الصفات المهمة التي قد تسمح له بخلع الملك والاستيلاء على منصبه”.
ويرى النائب أن هذه الحملة سببها الادعاءات بأن الأمير حمزة أصبح مصدرًا لقلق النظام السياسي، مع وجود قوى اجتماعية وبعض المتظاهرين المتعاطفين معه، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لاحتواء الموقف بشكل دائم”.
فالملك عبد الله الثاني نفسه ليس غريبًا عن الرياض، ففي 8 من مارس الماضي، سافر الملك إلى السعودية رفقة نجله ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله، ولم ترد أي معلومات عن هدف الزيارة، إلا أن الديوان الملكي قال إن الملك عبد الله، التقى بولي العهد السعودي واسع النفوذ، الذي عمل عوض الله مستشارًا له من قبل.
ويرى العياصرة أن استجابة السعودية السريعة لأحداث السبت قد يكون لها تفسيران، الأول أن طبيعة العلاقات بين البلدين تتسم دائمًا بالتضامن المتبادل غير المشروط في أي ملف، والسبب الثاني، يمكن تفسيره من خلال تورط عوض الله في القضية، ما دفع السعودية إلى الإسراع في صرف أي شكوك بشأن دورها فيما يحدث في الأردن.
عندما تنكشف قصة الانقلاب المزعوم، ربما نلقي مزيدًا من الضوء على المزاعم الموجهة ضد عوض الله وابن زيد وكذلك الأمير حمزة.
المصدر: ميدل إيست آي