منشورات متشدّدة تتوعّد النساء ومرتكبي “المعاصي” في المغرب !
نواكشوط ــ الرأي الجديد (وكالات)
أثارت منشورات متشدّدة، باتت تملأ شوارع الحواضر الكبرى في المغرب، جدلا كبيرا، خاصّة وأنها تتوعد بمعاقبة المواطنين إثر ارتكاب المعاصي والخروج عن الطريق المستقيم، ولاسيما النساء.
ويتداول سكان مدينة “طنجة”، منشورا ينتقد ملابس النساء، بل إنه يوبّخ الآباء والأمهات، الذين يسمحون لأبنائهم باقتناء هذه النوعية من الملابس، ممّا أثار التساؤل حول طبيعة الوعي الديني لدى شرائح مجتمعية واسعة بالمغرب، اعتبارا لعدم احترام الحريات الفردية للأشخاص، مثلما يحثّ على ذلك الدين الإسلامي نفسه.
وحسب “هسبريس”، “أصبح المجتمع المغربي يعرف تمددا لـ”التطرف الديني”، وإن لم يقترن بأفعال إرهابية، لكنه يظل حبيس التمثلات الجماعية إزاء قضايا الحريات الفردية، إذ يدعي البعض أنهم “الأوصياء” على تطبيق تشريعات الإسلام بالمجتمع، فيما يتمّ تجاهل سلطة القانون التي تقوم عليها المجتمعات الحديثة”.
ومازالت رواسب الفكر الوهابي، راسخة بالمجتمع المغربي رغم الجهود المبذولة من لدن الأجهزة الرسمية المشرفة على تدبير الحقل الديني، إذ “توجد أطياف مجتمعية مقتنعة بالأفكار المتطرفة، التي يتم تصريفها من خلال المنشورات المتعلقة بقضايا العيش المشترك”.
وفي هذا السياق، قال الباحث في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، إن “الموضوع ينبغي أن يتناول بشكل أمني صرف، لأن مثل هذه التصرفات غير قابلة للنقاش في دولة القانون، ومحسوم فيها داخل المجتمعات الحديثة، حيث لا يسمح أبدا بممارسة الوصاية على أي شخص”.