“إندبندنت”: هذه أبرز الشروط لتحقيق العدالة والسلام في ليبيا !!!
طرابلس ـ الرأي الجديد (صحف)
باتت كل المؤشرات تدل حتى الآن أن الطريق نحو التسوية السياسية في ليبيا صار معبّداً، وأن عشرية النار والدم شارفت على النهاية وأن الشعب الليبي بدأت بوصلته تتجه نحو السلام واستعادة حريته ووحدته.
وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن ليبيا بعد 10 سنوات من الثورة، رهينة رؤيتان متناقضتان، الأولى سياسية توجت بانتخاب إدارة انتقالية برعاية أممية، والثانية عسكرية ألفها الكثيرون خلال العقد الماضي وتقترن بالمليشيات وفرق الموت والتفجيرات والقتل.
وأبرزت الصحيفة، أنه دون المرور بالعدالة الانتقالية، ستبقى الرؤيتان متعايشتان لسنوات وعقود طويلة، حيث تكون الرؤية الأولى بمثابة الواجهة الجميلة للثانية المتجهمة والساخرة.
وفي هذا الإطار تأتي محاولات منظمة الأمم المتحدة، من أجل التوفيق بين هاتين الرؤيتين المتباينتين، بغية دعم المؤسسات المدينة الناشئة، في ظل استمرار التضييق على الجماعات المسلحة التي لم تعد أمامها لهذا السبب خيارات كثيرة سوى نقل خلافاتها وتطلعاتها للمعترك السياسي.
وقد استعرضت المبعوثة الأممية إلى ليبيا “ستيفاني وليامز” في وقت سابق، مختلف الإجراءات والخطط البديلة التي تم تركيزها أجل أن لا يتسبب اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” الذي يسيطر على شرق البلاد ولا التكتلات السياسية والعسكرية المختلفة التي تهيمن على الغرب الليبي، في إفساد العملية السياسية في الوقت الذي تحاول فيه البلاد استعادة حياتها الطبيعية.
ومن جهة أخرى، أشار تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، أنه جرى إضفاء الشرعية على العديد من قادة المليشيات الليبيين واعتبارهم فاعلين سياسيين، دون المرور بمسار العدالة الانتقالية والمحاسبة على الجرائم التي اقترفوها خلال العشرية المنقضية.
وشككت الصحيفة، في وجود ضمانات، على أن المتهمين بارتكاب “جرائم حرب”، لن يحققوا أكبر الامتيازات ويتقلدوا أعلى المناصب في أي حكومة ليبية مستقبلا.
وختمت الصحيفة، تقريرها بأن المسؤولين عن عملية السلام في ليبيا، يعتبرون أن لـ”المجرمين” فرصة تاريخية لاحتضان العملية السياسية بإخلاص، بعدما أفلتوا من العقاب وإكتسبو قدرا من الشرعية.
غير أن هذا المخرج لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يحرم ضحايا الانتهاكات الليبية، من حقهم في العدالة فحسب، وإنما يعتبر من خلال النظر لتجارب الماضي دربا نادر النجاح لأن التاريخ أثبت دوما أن “أمير الحرب القاتل اليوم هو الدكتاتور القاتل غدا”.