ثورة صناعية جديدة تعلنها بريطانيا: “مواد ذكية” لإنشاء الجسور… ومعالجة الأمراض
الرأي الجديد (مواقع)
نشرت شبكة “بي بي سي” البريطانية، تقريرا سلطت فيه الضوء على تطبيقات ما يعرف بـ “المواد الذكية”، التي تتغير وتتكيف مع بيئتها، مبشرة بثورة صناعية جديدة.
وعرضت الشبكة، تطبيقات مذهلة للمواد الذكية، المخصصة لإنشاء جسور خرسانية، بوسعها معالجة التصدعات والكسور التي تحدث فيها ذاتيا من دون تدخل بشري، أو أجهزة متناهية الصغر تحقن في الجسم من أجل علاج المرض.
مواد مستوحاة من الكائنات الحية
وتتغيّر بعض هذه المواد الذكية وتتكيف مع بيئتها، وهي مواد مستوحاة من الكائنات الحية، موجودة فعلا، وهي قيد الاستخدام مثل الطلاء والإسمنت ذاتي المعالجة.
إلا أن التوسع في استخدام هذه التقنيات الحديثة، قد يتطلب وجود تشريعات تنظم ذلك، لتجنب الآثار الجانبية التي قد تنجم عن ذلك، حسب وثيقة صادرة عن الجمعية الملكية في المملكة المتحدة.
وهناك طريقتان رئيسيتان لإنتاج الخرسانة ذاتية الإصلاح؛ الأولى تستخدم كبسولات مزروعة في الخرسانة تسد الصدوع في الخرسانة عندما تنشأ.
وتقوم الكبسولات بإطلاق مادة مستخلصة من البيتومين تتصلب عند تعرضها للهواء والماء وتملأ الفجوات والشقوق.
أما الطريقة الثانية فهي تعتمد أيضاً على الكبسولات، ولكنها تكون محشوة بالبكتيريا. وعندما تتشقق الخرسانة، تطلق الكبسولات تلك البكتيريا التي تنتج الكالسيت المعدني لمعالجة الضرر الحاصل. وجرت بالفعل تجربة هذه التقنية على الطرقات في المملكة المتحدة.
وتوجد تطبيقات أخرى لمواد ذاتية المعالجة، مثل شاشات الهواتف المحمولة، التي يمكنها إصلاح نفسها عند التصدع، والأجهزة الإلكترونية التي تعيد إصلاح الدوائر الإلكترونية التالفة فيها، وتستعيد عملها.
التطبيقات في المجال الطبي
ويمكن حقن أجهزة مجهرية تعمل على المدى الطويل في مجرى الدم، للقيام بجراحات صغيرة أو معالجة الضرر، أو القيام بعمليات جس وجمع البيانات.
ويمكن دفع هذه الروبوتات الصغيرة، بواسطة محركات صغيرة تعمل بالطاقة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية.
كما أنه يمكنها توصيل الأدوية إلى نقاط محددة في الجسم، مثل الأورام، وهذا من شأنه أن يجنب المريض الضرر الذي قد يلحق بباقي الجسم، والذي ينجم عن طرق العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي المنتشرة حاليا.
وقد تكون الملابس أيضا مجالا يمكن تطبيق هذه التقنية فيها، عبر إنتاج ألبسة تغير شكلها وألوانها حسب حالتك المزاجية.
ولكن قد تكون هناك أيضا استخدامات لهذا التقنية في مجال الطب عند التعافي من الإصابات أو من العمليات الجراحية.
وستكون هذه المواد والأنظمة في المستقبل، التي تشكل جزءا منها، قادرة على العمل دون تدخل بشري. هذا يعني أنها قد تتصرف أو تعمل ذاتيا دون تدخل بشري وبشكل غير متوقع.