هل نفض الطبوبي يديه من رئيس الجمهورية ؟؟
تونس ــ الرأي الجديد
يبدو أنّ الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، قد بدأ يشكّل موقفا جديدا إزاء رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، وهو ما عكسته تصريحات الطبوبي الأخيرة.
فقد اعتبر الأمين العام لاتحاد الشغل أمس، في كلمة ألقاها خلال حضوره في اليوم الدراسي، الذي نظمته نقابة الأطباء والصيادلة والأطباء الاستشفائيين الجامعيين، أنّ البلاد اليوم “بلا دولة ولا حكام، ورئيس الجمهورية يعيش في قصر عاجي، وفي خيال آخر، فيما الحزام السياسي لرئيس الحكومة، ملتف حوله”. وفق تعبيره.
وانتقد الوضع السياسي الراهن، واصفا الإشكال الدستوري بخصوص التحوير الوزاري بـ “المهزلة”.
ويعكس هذا التصريح، موقفا جديدا للطبوبي، الذي تردد كثيرا على رئيس الجمهورية، في علاقة بمبادرة الاتحاد بشأن “الحوار الوطني”، وصبر مدة طويلة نسبيا على الرئاسة، لكي تعلن موقفها بشأن قبول الحوار من عدمه، قبل أن يشترط قيس سعيّد، إجراء حوار من دون بعض الأطراف السياسية والبرلمانية.
ويقول محللون، أنّ اتحاد الشغل، اتجه بمبادرته إلى المنظمات المهنية والاجتماعية الفاعلة في البلاد، في مسعى لتوسيع إطار هذه المبادرة، خاصة مع عمادة المحامين ورابطة حقوق الإنسان واتحاد الفلاحين، وبعض الفعاليات السياسية الجديدة، ومكونات من المشهد الديمقراطي، بما يعني ــ ضمنيا ــ أن المركزية النقابية، نفضت أيديها من دور رئاسي بهذا الشأن، ويؤكد التصريح المذكور أعلاه، اتجاهات الريح لدى اتحاد الشغل مستقبلا..
فالقول بأنّ “رئيس الجمهورية يعيش في قصر عاجي، وفي خيال آخر”، لا يمكن أن يعني سوى حسم الطبوبي والقيادة النقابية في أمر رئيس الجمهورية، على الأقل في مستوى مآلات مبادرته للحوار الوطني.
هل هو موقف نقابي نهائي من رئاسة الجمهورية، أم هو ضوء أحمر من اتحاد الشغل للرئاسة، لكي تعيد حساباتها ؟
العارفون بالشأن النقابي، يرون أن وراء موقف السيد الطبوبي، خلفية وتصور لطبيعة العلاقة مستقبليا مع رئاسة الجمهورية، بل مع المحيط السياسي الرسمي أيضا.